رواية بين الحقيقة والسراب بقلم فاطيما يوسف

موقع أيام نيوز


وكأنه لعبة شفراتها في يده يحركها كيفما شاء ووقتما شاء .
في الجامعة صباحا يدلف رحيم بسيارته إلي الجراج كي يصطف سيارته ويصعد إلي مكتبه 
وبعدما صفها وخرج منها ذاهبا إلي مكتبه إذا به يسمع أنينا خاڤتا لايسمعه أحد إلا بصعوبة 
سار تجاه الصوت بخطوات بطيئة جدا وإذا به يسمع صوت أحدهم يقول 
لاااا يا مي مش هعمل كدة ولا هنفذ لك إللي إنتي عايزاه 

واسترسلت وهي تبكي ألما بصوت منخفض
إنتي فاهمة إنتي بتطلبي مني ايه أصلا اعمله ! إنتي عايزاني أعمل حاجة لا عمرى هقبلها ويستحيل أعملها ولو على رقبتى 
انتي بتعملي كدة بحكم إني مليش حد يحاسبني وإن ده عادي 
يستحيل أعمل إللي إنتي عايزاه ده وإللي عندك اعمليه واللى يحصل يحصل.
ثم أغلقت الهاتف وجلست تضم ساقيها تنتحب بشدة بسبب ضغط تلك المي عليها وابتزازها لها بسبب خطأ ارتكبته دون قصد أوقعها تحت براثن تلك المي .
كل ذلك أمام الواقف المستمع لكل كلمة قيلت واخترقت أذنه 
وحدث حاله
مين دي إللي عماله ټعيط بالشكل ده وواضح جدا إن حد بيبتزها علي حاجة وهي رافضة 
وأكمل وهو مثبت أعينه علي ظهرها 
طيب أروح لها وأفهم منها وأحاول أساعدها ولا أخليني في حالي أحلالي لا تعملي مشكلة وإحنا هنا في الجراج 
بس أنا متعودتش أشوف حد محتاج أو حزين وبيبكي ومروحش أشوف ماله خلاص هروح وامري إلي الله.
وما إن خطي أول خطوة إليها حتي وجدها غادرت الجراج بسرعة دون أن يعرفها أو يعرف ما بها .
استغرب كثيرا وفي نهاية الأمر أغلق سيارته وغادر المكان دون أن يدري أو يستنتج ماسمعه لتوه أو من تكون تلك المنطوية علي حالها وتبكي علي أمرها 
وصل إلي مكتبة ووضع حقيبته وجلس في مكانه وفتح جروب الواتساب الخاص بقسمه ليري لجنة المراقبة التي سيذهب إليها اليوم 
علم المدرج الذي يراقبه اليوم وجمع أوراقه وذهب إليه وأثناء سيره في الرواق المؤدي إلى المدرج اصتدم بشخص ما ووقعت أوراقه من أثر الإصطتدام 
رفع راسه وإذا بها تلك المريم التائهة 
نظر إليها وجدها مړتعبة وخائڤة من تعنيفه لها وما إن وجدها تفتح شفاها لكي تعتذر أسكتها
قائلا
علي ما أعتقد اسمك مريم إللي كنتي جاية متأخرة المرة إللي فاتت 
واسترسل بتساؤل
هو إنتي دايما متلهوجة ومتأخرة كدة يابنتي 
ودايما بتجري كدة ومش مدية نفسك الوقت الكافي إللي تظبطي فيه أمورك 
تهتهت في الحديث ورفعت أنظارها إليه بعدما جمعت أوراقها المبعثرة وقالت باعتذار
أنا متأسفة جدا يادكتور ڠصب عني والله 
ظروفي صعبة وملخبطة شوية معلش اعذرني .
نظر داخل عيناها الزرقاويتان ووجد بهم أثر للدموع المخټنقة بداخلهم وعلي وجهها آثار البكاء وأردف وهو يعرض عليها المساعدة
طيب في حاجة أقدر أساعدك بيها اعتبريني حد القدر بعتهولك يساعدك ومتعتبرنيش دكتور جامعي .
أجابته بشرود 
أنا مشكلتي وحكايتي كبيرة وغريبة وملهاش حل يادكتور 
واسترسلت بتيهة 
أنا المۏت أرحم لي من إللي أنا فيه وبعيشه .
حزن داخله لأجلها وردد باندهاش
ياه للدرجة دي حياتك صعبة !
نظرت أرضا وأجابت بحزن عميق
وأصعب مما تتخيل بعد إذنك يادكتور علشان متتعطلش 
ميعاد الامتحان كمان عشر دقايق .
أذن لها أن تغادر وقبل أن تتحرك عرض عليها مساعدته قائلا
لو احتاجتيني أنا مكتبي معروف جدا هنا اسألي علي مكتب الدكتور رحيم وأنا تحت امرك في أي مساعدة .
شكرته بعينيها ممتنة لذوقه وأخلاقه التي أصبحت غير موجودة في تلك الأيام 
وذهب كل منهم إلي مشغولياته .
الفصل 03
انتهت مريم من محاضرتها واستعدت للرجوع الى مأواها والذي يمثل لها الچحيم على الحياه 
نعم فالملجأ بالنسبه لمريم جحيمها الأبدي الذي تتمنى ان تخرج منه سليمة الروح وسليمة الجسد 
استقلت المواصلة الاتوبيس التي توصلها الى الملجأ 
وها هي الآن وصلت بقلب يرتجف بسبب تلك اللعېنة التي تهددها ليلا ونهارا عندما وجدتها تنتظرها أمام باب الملجأ
خطت بأقدام مرتعشة حتى وصلت اليها
ابتسمت الأخرى ابتسامة ماكرة مردفة لها بعيون تنطق شړا 
حمد لله على السلامة يا مريم هانم 
واستطردت بتهكم
إنتي ازاي يابت إنتي تتجرئي وتقفلي السكة في وشي !
إنتي مش عارفة ان الفيديو اللي معايا ده أقدر أفضحك بيه وأخليكي عبرة لمن لا يعتبر 
واسترسلت حديثها بټهديد
 

تم نسخ الرابط