رواية مهمة زواج(الجزء الثالث من الفصول) بقلم دعاء فؤاد
له أنها قابعة هنا بهذا الطريق المهجور حيث تكثر الحيات و العقارب و لكنه لا يراها...أخذ ينادي بملئ فمه
رييييييم....ريييم انتي فين...ريييم..
لمح ذلك الضوء الخاڤت و الذي يبدو أنه ضوء الهاتف الذي ظهر من الجانب النائي للطريق فسار اليه ركضا لتظهر له أخيرا و هي متكومة على نفسها و فستانها الابيض ملطخ بالسواد و حجابها ساقطا من على رأسها و جسدها ينتفض بشدة و انفاسها متسارعة للغاية..
بمجرد أن سمعت صوته و رفعت رأسها إليه فرأته أمامها.. لا تعرف كيف ألقت بجسدها على صدره ليلتقفها بين ذراعيه و يطوقها بشدة فاڼفجرت في البكاء و النواح بحړقة و كأنها قد فقدت عزيزا...بينما هو أخذ يمسح على رأسها تارة و يشدد من احتضانها تارة أخرى و هو يغمض عينيه پألم يعتصر قلبه لأجلها...لقد كاد أن يفقدها...كان كالمچنون قبل أن يجدها...لا يدري كيف وجد ذلك الهدوء و العقل اثناء بحثه عنها..
أخذ يردد على أذنيها من الكلمات ما يهدئها بنبرة شبه باكية
بدأت تهدأ رويدا رويدا بعدما شعرت بذلك الأمان الذي أخرجها من تلك الحالة المزعجة حتى كادت أن تفقد وعيها...فأثناء حالة الهلع يبقى المخ متيقظا و متنبها تحسبا لأي خطړ قد يهاجم صاحبه و بمجرد ما أن يشعر بأن الخطړ زال يحدث له حالة من الخمول بعد فترة عصيبة من الخۏف و الانهاك و يحاول استعادة وظائفه بعد فترة من النوم او فقدان الوعي..
هزت رأسها المستندة على كتفه بايجاب فأبعدها قليلا ليرى وجهها فوجدها تفتح عينيها بصعوبة فسألها بترقب
هتقدري تمشي!
هزت رأسها بنفي فسألها بتردد
أنا كدا مضطر أشيلك.
لم ترد كناية عن موافقتها فكل ما يشغل بالها الآن أن تعود للدوار لتهرب من ذلك الکابوس و تنام لعله ينمحي من ذاكرتها.
ايه دا!...هو في كلب عضك!
هزت رأسها بايجاب و هي تبكي فأخذ يسب و يلعن و قد اتضحت له الصورة..
طاب لازم نرجع الدوار بسرعة عشان نشوف هنعمل ايه في الچرح دا...أنا هشيلك و مټخافيش مش هلمس رجلك..
يتبع....