رواية مهمة زواج(الجزء الثالث من الفصول) بقلم دعاء فؤاد

موقع أيام نيوز

الملابس التي تراه بها لأول مرة لدرجة أنها قد ظنت أنه ليس هو.. لولا أنها انهت مكالمة لتوها مع شقيقها لظنته هو أدهم شقيقها..أخذت تخطو نحوه بهدوء و كأنها تريد أن تستكشفه حتى سمعته يتحدث بلكنتها مثلها تماما...بحق الله هل هذا معتصم!
أقولك أنا تسميها ايه! 
الټفت على ذلك الصوت الذي يعرفه تمام المعرفة ليتطلع اليها بذهول...ترى منذ متى و هي واقفة هنا! 
أومأ دون ان يتحدث فقد اصبح في حيرة من أمره... أيحدثها بلكنته الصعيدية أم أنها سمعت لكنته القاهروية و انكشف الأمر.. 
اقتربت لتقف قبالته ثم أخذت تمسد على شعر المهرة و هي تقول بابتسامة جميلة 
سميها ريمان...انا بحب الاسم دا اوي.. 
رمقها بشبه ابتسامة و أيضا لم يتحدث فسألته بترقب 
ايه رأيك في الاسم دا! 
سكت مليا يفكر بأي طريقة سيتحدث معها و لكنه قال أخيرا 
جميل...عشان مشتق من اسمك. 
انفرج ثغرها بابتسامة واسعة لتقول بذهول 
أنا كنت عارفة انك بتتكلم زيي بس مكنتش متأكدة..كنت مفكرة اني كان بيتهيألي من حالة الصدمة اللي كنت فيها ساعة حاډثة السړقة..بس دلوقتي اتأكدت و على فكرة بقى سمعتك و انت بتكلم المهرة من شوية.
هز رأسه بايجاب و هو يتأملها بوله...كل مرة يراها فيها يتأكد أنه قد وقع بحبها..أن حبه لها يتحول الى عشق أو ربما هيام لا يدري..و لكنه حقا لا يريدها أن تتوقف عن الحديث...يستمتع كثيرا بسماع صوتها..طريقتها في الكلام..نبرتها الحماسية و انفعالها احيانا..
حين اومأ لها مؤكدا ظنونها سألته بحماستها المعتادة
طاب قولي بقى...ازاي بتتكلم بطريقتين..و ليه مخبي عن الناس شكلك و كلامك دا..
رد و هو مازال يتأملها بابتسامة
دي حكاية طويلة أوي.
احكي..انت وراك حاجة!
لأ..
و أنا كمان موارييش حاجة..
صدرت منه ضحكة بسيطة ثم بدأ الحديث عائدا بذاكرته للخلف
أبويا الله يرحمه كان عايز يعلمني أحسن تعليم...لأن ناس البلد و البلاد اللي حوالينا بيعملو الف حساب لأصحاب الشهادات و المناصب و النفوذ و هو كان عايزني أكون كبير البلد من بعده...عمتي كانت متجوزة راجل غني اوي في القاهرة بس مخلفتش منه...كانت عايشة معاه في فيلا طويلة عريضة لوحدهم...أبويا بعتني ليها لما تميت ٦ سنين عشان تقدملي عندهم في مدرسة خاصة و هي طبعا رحبت جدا و كانت طايرة بيا من الفرحة...المهم علمتني اللهجة بتاعت الناس اللي هناك عشان محدش يتنمر عليا من زمايلي...ماهي مدرسة انترناشونال بقى و كل اللي داخلينها ولاد ذوات و رجال اعمال و سياسيين و ناس تقيلة اوي..بصراحة تعبت معايا لحد ما نستني لهجة الصعيد.... و اللي ابويا عمله معايا عمله مع حمد...بس حمد بقى محاولش يغير كلامه..بس بيعاني طبعا و هو بيتكلم قدام امي عشان متزعلش...
ضحكت ريم و هي تقول
اه أخدت بالي...اممم كمل.
و كملت بقى مع عمتي لحد ما دخلت الجامعة و كنت بنزل البلد في اجازة الصيف بس...امي طبعا كانت بتزعل مني لما بتلاقيني بتكلم كدا بس لما كبرت بقيت احاول مزعلهاش و اتكلم زي ما هي حابة...مع اني كنت خلاص شربت اللهجة و الطبع و العادات بتاعت القاهرة و كان صعب عليا اوي أقلب من اللهجة دي للهجة دي لحد ما اتعودت بقى.
كانت ريم تستمع بتركيز شديد و حين انتهى سألته بفضول
و انت خريج ايه بقى! 
اقتصاد و علوم سياسية. 
رفعت حاجبيها بذهول متمتة 
واو.. لا بجد شابوه لباباك. 
و حمد خريج ادارة أعمال...و عيشة اختي بقى الحاج برضو مقصرش معاها بس محبش يغربها عند عمتي بحكم انها بنت و اخدت الثانوية العامة منازل و دخلت ألسن جامعة عين شمس..
دراستي في المدارس الانترناشيونال عرفتني على أصدقاء كتير من الوسط الهاي كلاس و استغليت الموضوع دا في تأسيس شركة في المجمع التاني و بدأت الشركة تكبر شوية و بدأت أشارك ناس تقيلة و رجال أعمال كبار.. و شوية شوية اسست مصنع في ٦ اكتوبر و اهو شوية قاعد هنا و شوية في شركتي و الدنيا ماشية الحمد لله. 
هزت رأسها باعجاب واضح من مسيرته الناجحة ثم استرسلت أسئلتها الفضولية 
بس انت بقيت كبير البلد ازاي و امتى..
اجابها و هو ينظر لتلك المهرة الجميلة يواري ناظريه عنها حتى لا ينكشف ولهه بها
ابويا كان دايما بيقعدني معاه في القعدات العرفية و المقابلات اللي كان بيعملها مع كبار البلد و المأمور و ظباط المركز و كان دايما يشركني في المشاكل اللي بيناقشوها و بياخد برأيي... لحد ما دخلت ثانوية بقى هو اللي يخليني أدير القعدات دي و أكون انا صاحب الكلمة و الرأي لحد ما دخلت الجامعة و اتخرجت بقيت انا أساس القعدات العرفية و الاجتماعات لدرجة ان ابويا كان اوقات بيبعتلي ارجع من القاهرة مخصوص لو في مشكلة كبيرة عشان انا اللي احلها...اهل البلد كلهم بقوا شايفيني انا الكبير و بقوا بيتعاملو معايا على هذا الاساس تمام زي ابويا ما كان بيخطط...و كان لازم عشان افضل محافظ على المكانة دي أحافظ على عادات البلد و تقاليدها و التزم بلبسي و لهجتي كصعيدي..عشان افضل كبير في نظرهم دايما.
هزت ريم رأسها بتفهم عدة مرات ثم قالت باعجاب
لا بجد أبهرتني يا معتصم بيه.
ضحك بملئ فمه ثم قال 
بيه ايه بقى!... قولي معتصم بس. 
حانت منها ابتسامة خجلى ثم قالت برقة 
اول مرة اشوفك بتضحك كدا... كنت فاكرة انك ضد الضحك.. 
أجابها بضحكة بسيطة 
ما خلاص بقى الوجه الآخر للكبير انكشف و بان.. 
ابتسمت ثم قالت بلا تفكير 
بس أحلى بكتير من الوجه الاولاني. 
دق قلبه پعنف اثر تلك الاطراءة و سكت يتأملها بحالمية حتى أخجلها من فرط تأمله لها فهربت من مرمى ناظريه و هي تتحسس شعر المهرة و تسأله مغيرة مجرى الحديث 
بس مش غريبة انك تجوز اخوك الصغير قبل ما تتجوز انت! 
اخذ نفسا عميقا و هو يفكر... ماذا لو علمت أنه متزوج بالفعل!.. و ماذا ايضا لو عرفت ملابسات تلك الزيجة و تفاصيلها!.. حتما ستشمئز منه و يسقط من نظرها ذلك الذي أبهرها منذ ثوان....ان كان قد ندم على زواجه بنرمين.. فلم يكن ندمه أشد من تلك اللحظة التي تقف فيها أمامه الآن. 
أخيرا تحدث و هو يتحاشى النظر في عينيها كناية عن كذبه
مكنش عندي وقت للجواز... مشاكل و املاك هنا.. و شغل الشركة هناك.. غير اني مقابلتش اللي تخليني افكر حرفيا في الجواز. 
رفعت حاجبيها باستنكار 
انت عايز تفهمني انك متعرفتش على بنات في حياتك! 
لا طبعا عرفت كتيير جدا بحكم دراستي في الجامعة و خروجاتي اللي كانت اغلبها في السخنة و الساحل و شرم.. دا غير مجال شغلي.. يا بنتي دي البنات كانت بتتمنى بس نظرة مني.. 
قال عبارته الأخيرة بغرور مع غمزة من عينه الأمر الذي اغاظها كثيرا فسألته بتهكم
اممم.... و مفيش بقى واحدة منهم لفتت نظرك!
ضيق عينيه بتفكير ثم قال بحالمية و دقات قلبه تتسارع معلنة عن هيامه بها
في......بس مش منهم. 
من نظرته الهائمة و نبرته الحنونة التي تحدث بها فهمت أنه ربما يقصدها... ذلك الشاب اللعوب يبدو من غروره و وجهه الآخر الذي أظهره لها أنه يتلاعب بها أو ربما يريد أن يتسلى معها ليثبت لها أنه محط أنظار الفتيات كما قال لها... و لكن على من!.. فهي ليست صيدا سهلا كما يظن. 
انفرج ثغرها بغتة لتصيح و كأنها تذكرت شيئا ما 
شوفت الكلام اخدنا و نسيت أنا كنت جيالك ليه اصلا. 
ابتسم بغموض فقد فهم ما يدور بخلدها و تهربها المقصود من ذلك الحوار الذي بدأته..... "حسنا فالأيام بيننا" 
خير! 
كنت جاية اديك رقم أدهم عشان تكلمه... انا كلمته و فهمته اللي حصل و قولتله انك عايز تكلمه.
أومأ ثم فتح هاتفه لتمليه الرقم و يقوم بحفظه على هاتفه ثم استأذنت منه و غادرت من أمامه ليعود الى مهرته الصغيرة بحالة جديدة غمرته بها تلك القطة المتمردة...ريم..
في أحد النوادي الراقية بالتجمع الخامس.. 
تجلس دارين مع صديقتها المقربة دنيا... 
اتفضلي يا قلبي... العمل المرادي مضمون مية في المية.. 
التقطت دارين منها زجاحة بنية صغيرة تشبه زجاحة الدواء ثم دستها سريعا في حقيبة يدها ثم قالت بنزق 
شرب تاني يا دنيا!.. هو مفيش حاجة تانية غير الحاجات اللي بتتشرب دي! 
لوحت يدها لتقول 
معرفش بقى يا داري.. هو انا هتشرط على الشيخ دا في دي كمان... انتي متعرفيش انا ببقى مړعوپة ازاي و انا بكلمه. 
لوت شفتيها لجانب فمها لتقول بتافف 
أوف.. انا مش عارفه ازاي متأثرش بالعمل الأولاني زي ما انا عايزة..يا خسارة مالحقتش أفرح بنجاح الخطة. 
اقتربت منها برأسها لتقول بهمس 
ماهو بيقول تأثير العمل كان ضعيف لأنه محافظ على صلاته و قريب من ربنا.. انما المرادي هو عمل حسابه و عمل سحر أقوى.. بس طبعا انتي عارفة انه كله بحسابه.. 
هزت رأسها و هي تقول بلامبالاة 
ميهمنيش الفلوس.. المهم يحصل اللي أنا عايزاه بالظبط. 
اومأت بتأكيد 
هيحصل متقلقيش.. بس اهم حاجة يشرب منه معلقة على كوباية عصير. 
اومات دارين بشرود ثم سألتها دنيا بترقب 
بس قوليلي هتقابليه ازاي و تشربيه العمل بعد ما قطع علاقته بيكي! 
اجابتها و هي تنظر في نقطة ما في الفراغ 
هتصرف... في فكرة كدا في دماغي هحاول أنفذها.
رواية مهمة زواج. 
بقلم دعاء فؤاد
بسم الله الرحمن الرحيم 
الحلقة السادسة عشر
مهمة زواج 
حين انتصف النهار قامت دارين بالاتصال بأدهم لتستكمل بقية خطتها اللئيمة في بادئ الأمر استغرب من اتصالها بعدما قام بفسخ خطبته بها و لكنه لم ينكر على نفسه أنه مازال يحب رؤيتها و التحدث اليها.. 
ألو... الحمد لله يا دارين.. انتي اللي عامله ايه.. 
بخير يا أدهم.. بعد اذنك كنت عايزة خدمة صغيرة منك. 
أنا تحت أمرك طبعا.. 
مرسي يا أدهم و دا عشمي فيك طبعا... بس ينفع لو مفيش عندك مانع نتقابل و احكيلك على اللي عايزاه! 
سكت مليا يفكر... لم لا!.. فلا ضير من رؤيتها. 
تمام يا داري مفيش مشكلة. 
ابتسمت حين ناداها بتلك الكنية المحببة اليها ثم قالت بسعادة غامرة 
بجد يا أدهم مش عارفه أشكرك ازاي.. 
على ايه يا بنتي.. عادي.. انتي بالنسبالي حد مهم و مقدرش ارفضلك طلب. 
تنهدت بحالمية ثم سألته بهيام 
بجد يا أدهم! 
أومأ مؤكدا 
أيوة طبعا بجد.. 
طاب حيث كدا بقى نتقابل في كافيه نايل و شوف الميعاد اللي يناسبك. 
خلينا نتقابل ع الساعة ٨ بالليل كدا. 
تمام في انتظارك.. باي
باي. 
أغلقت الهاتف و هي تفكر بتركيز شديد في تلك الخطة المحكمة التي أعدتها لتعيدها على نفسها عشرات المرات قبل ساعات قليلة من تنفيذها.
في مدينة برلين.... 
خرج لتوه بعد عملية عسيرة دامت لأكثر من عشر ساعات يزيح حبات العرق عن جبينه ليبشر ذلك الذي كاد قلبه أن يتوقف من فرط الخۏف و القلق ليقول له بنبرة منهكة 
محمد أنا مش عارف أعزيك ولا أهنيك.... الحمد لله مودة لحد اللحظة دي امورها ماشية تمام و هتخرج من العمليات بعد شوية على جهاز تنفس صناعي لحد ما نطمن ان جسمها اتوافق مع القلب الجديد و مش هيرفضه... انما ميريهان بقى..... البقاء لله. 
تهدل كتفيه من الحزن و کسى الوجوم ملامحه المهمومة فتمتم بصبر و جلد 
انا لله و انا اليه راجعون... الحمد لله على كل حال... ربنا يتمم عملية مودة على خير و يصبرني على فراق أختها... 
قال عبارته الأخيرة ثم انخرط في بكاء مرير اهتز له جسده بالكامل فأخذ الدكتور رؤف يربت على كتفه بمواساة و هو يقول 
خليك جامد للآخر يا محمد.... و شوف كدا هتدفن ميري فين! 
أخذ يمسح عبراته بيده ثم قال بنبرة باكية 
هاخد الچثة و ارجع اډفنها في مصر... عشان لما ارجع مع مودة بالسلامة نبقى نزورها في قپرها علطول.. 
تمام... احجز و شوف إجراءاتك... اكرام المېت دفنه.. 
هز رأسه بايجاب ثم أخذ يفكر في تلك الدوامة التي أخذته الى القاع حتى أنه لا يدري كيف أنه واقفا على قدميه الى الآن... و لكنها تلك القوة التي أمدها الله بها لكي ينقذ ما يمكن انقاذه.
لم يطيق آسر البقاء في عمله... فليس لديه من التركيز ما يعينه على ممارسة مسؤلياته المعتادة فاستأذن من مديره الذي التمس له العذر بعدما علم بما حدث مع خطيبته... 
خرج من المبنى ليسير بسيارته في الشوارع بلا هدف... كل مكان يمر به يراها فيه...فقد مرت معه في كل الأماكن... تركت له ذكرى هنا و أخرى هناك.. يا الهي كيف سيعيش بدونها!.. لقد كان قاب قوسين أو ادنى من خطوة الزفاف.. ذلك العش الذي لطالما انتظره طويلا لكي يجمعهما... جائته تلك الريح العاصفة التي خسفت به الأرض و بقي هو يبكي على الأطلال... 
بينما هو في خضم تيهه بين الشوارع و الطرقات أتاه اتصال من حماه يخبره أن ميريهان قد فارقت الحياة و أنه سيعود بها في الطائرة التي ستصل مطار القاهرة صباح الغد و اغلق الهاتف سريعا قبل أن يسمع من آسر ما لا يرضيه من لوم او عتاب... فهو يجهل الأمر برمته و لا يعلم شيئ عن ضرورة سفر ميريهان مع شقيقتها... 
بمجرد ان انقطع الاتصال أصبح جسد آسر كالهلام... و كأنه جسدا خاويا بلا روح.. نعم يدرك النهاية جيدا و لكن دائما حدوث الحقيقة و تحولها الى امر واقع وقعها صعب على العقل تحمله او استيعابه..
ركن سيارته على جانب الطريق حتى يتمالك أعصابه التي انفلتت منه للغاية و أخذ يلتقط أنفاسه المتلاحقة.... ثم رغما عنه خرج صبره عن السيطرة و صاح بعلو صوته بآهة ألم مزقت كيانه ثم هدأ بعدها قليلا حتى ثقل رأسه و أسندها على تارة القيادة..
عاد من عمله في السابعة مساءا و كانت حينئذ ندى خارجة لتوها من المطبخ و حين سمعت صوت انغلاق الباب توقعت عودته فاستقبلته ببسمة واسعة و كانت مرتدية بيجامة بيتية بنصف كم راسمة تفاصيل جسدها فكانت مٹيرة حقا... اجفلت بخجل حين رمقها بنظرات الاعجاب فاخفضت جفنيها و هي تقول بحياء 
حمد الله على السلامة.. 
الله يسلمك.. 
اقترب منها في حركة فاجئتها و قبل مقدمة رأسها بغرض تقريب المسافات بينهما فازداد خجلها أكثر و لكنها تغلبت على ذلك ثم قالت 
على ما تغير هدومك هكون جهزت العشا. 
رد عليها بتعب 
لا أنا مش هتعشى دلوقتي... عندي مشوار كدا هخلصه و لما ارجع هبقى اتعشى... انا داخل اخد شاور.. 
هزت رأسها باحباط... فهي كانت تتطلع لتناول العشاء برفقته.. 
طاب هعملك ساندوتش تاكله ع السريع.. 
لم يرد أن يحرجها فاومأ موافقا ثم تركها
تم نسخ الرابط