رواية ظنها دمية بين أصابعه (الفصل السادس والأربعون إلى التاسع والأربعون) بقلم الكاتبة سهام صادق
المحتويات
يكتب عليها.
ألقت عبير نظرة محتقرة نحو ليلى التي تزداد جمالا يوما بعد يوم.
_ عندك حق يا سلوى.
وسرعان ما كانت عبير تنتبه على ما تغافلت عنه سلوى.
_ صحيح هو فين ولاد أخوه دول شكلهم رافضينها يا سلوى.
...
تهللت أسارير ليلى بسعادة وهي تسمع عمها و عايدة يرحبون بجارهم.
_ قولت إنك مش هتيجي.
قالتها ليلى بود فابتسم نائل بمحبة وهو يقدم لها علبة من الشيكولاته الفاخرة.
نظرت ليلى ورائه تبحث عن حفيدته صاحبة الوجة البشوش.
_ هي فين زينب
قبل أن تحصل على الرد منه تدخل العم سعيد قائلا
_ كده موقفين الراجل الكباره على الباب.
ضحك نائل على وصف العم سعيد له وربت على كتفه بود.
_ قولهم يا راجل يا ذوق مش مراعيين سني.
ابتسمت ليلى وهي تتحرك خلف نائل والعم سعيد فاجتذبت زوجة عمها يدها قائلة
ثم أردفت متسائلة
_ هي فين شهد اختفت بعد ما عزيز بيه راح البلكونه يرد على مكالمته.
تلاشت ابتسامة ليلى وسحبت يدها عن زوجة عمها قائلة وهي تتحرك.
_ هروح اشوف عزيز عشان يسلم على سيادة اللوا.
تحركت ليلى تحت نظرات بسام الذي كان يقف بجانب بعض زملائه لكن نظراته كانت معها وتتبعها بحسره.
....
تنهد بقوة ثم مسح على وجهه ليتفاجئ بوجود شهد ورائه.
ابتسم متسائلا وهو يقطب حاجبيه.
_ وقفتك دي وراها حاجه.. صح
ابتسمت شهد بحرج وأخفضت رأسها ثم فركت يديها بتوتر.
_ فيه رحلة مع صحابي يوم واحد يا أبيه اسكندريه عايزه اطلعها وماما مش راضيه وأنت عارف إن عايدة لما بترفض حاجه عزيز بيسمع كلامها.
_ يعني المطلوب مني اكلم عايدة ولا عزيز.
رفعت يديها لتحرك السبابة والوسطي قائلة
_ الاتنين.
ضحك على فعلتها ثم التمعت عيناه وهو يرى ليلى تندفع إلى داخل الشرفة وتنظر إليهم بنظرة مرتبكة.
ارتباكها الملحوظ من وجود شهد قربه جعله يتيقن أن هناك شئ تخشى من حدوثه لتزداد لمعة عيناه عندما وجدها تسحب شهد من يدها.
اتسعت إبتسامة شهد وتساءلت وهي تحرك لسانها على شفتيها بتلذذ.
_ شيكولاته مستورد.
اومأت ليلى برأسها وقد ضاقت حدقتي عزيز وأخذ يتفرس في ملامحها.
_ أبيه عزيز أوعي تنسي طلبي.
تحركت شهد بحماس وغادرت الشرفة وكادت أن تتبعها ليلى بعدما لوت شفتيها بعبوس ليلتقط ذراعها قائلا
نبرته كانت مازحة جعلتها تبتسم رغما عنها.
_ ابعد ايدك يا عزيز أصلا لينا كلام بعدين.
انفرجت شفتيه بإبتسامة واسعه واقترب منها حتى صار يأسرها بين ذراعيه.
_ إحنا فعلا محتاجين قاعده حلوه ونتكلم كلام كتير
دفعته عنها وفرت من أمامه قائله بأنفاس متهدجة.
_ من فضلك تعالا رحب ب جارنا
....
نظرت زينب إلى مظهرها بالمرآة بنظرة سريعة راضية بعدما زينت وجهها بزينة خفيفة تلائم ملامحها الهادئة.
غادرت شقة جدها واتجهت نحو الشقة المقابله لهم لكنها توقفت مكانها واستدارت بجسدها ببطء.
_ مساء الخير.
هتف بها مازن وهو يقترب منها وعلى شفتيه ارتسمت إبتسامة خفيفة.
...
شعور واحد صار يسيطر على عزيز كلما إلتقطت عيناه نظرات ذلك الذي يتذكر اسمه تماما زفر أنفاسه بقوه حتى يتمالك غضبه ويتحمل ما بقى من الليلة متوعدا لها على أمر عزومتها المختلطة وعلى عبوسها.
_ شكل عزيز مش معانا خالص.
قالها نائل الذي كان يتحدث مع العم سعيد وقد اتخذوا مكانا منزويا عن الضجيج.
ابتسم عزيز بتوتر وحاول إشاحت عيناه عن ليلى.
_ لأ معاكم بس عقلي مشغول شويه.
_ كان الله في العون يا بني.
تمتم بها نائل لتقترب منهم ليلى بسعاده وهي تشير نحو زينب و مازن.
_ زينب جات أخيرا وكمان دكتور مازن.
بتلقائية قالت ليلى ما أخبرتها به زينب عن مازن بعدما عرفتها به وقد رحبت بضيافته بحفاوة.
حاول عزيز تمالك غضبه فهي توزع ابتسامتها على الجميع اليوم وترحب بهم لكن معه تتحاشى النظر إليه.
_ أهلا يا دكتور شرفتنا.
رحب به عزيز كما رحب ب زينب وقد اندهش من عدم وجود زوجها معها وتركه لرجل آخر يأخذ مكانه.
توهجت عيناه ڠضبا وهو يقبض على كفيه بقوه وقد رمقها بنظرة تجاهلتها حتى تتوقف عن الكلام مع الطبيب بعدما علمت منه أن جزء من عائلته يعيشون في مدينة الإسماعيليه.
_ تشرب عصير يا آبيه عزيز.
قالتها شهد بعدما وزعت أكواب العصير عليهم لينظر عزيز لها ثم ألقى بنظرة متوعدة نحو ليلى.
_ ياريت يا شهد.
مدت يدها له بكوب العصير فاڼصدمت يدها مع ذراع
عزيز بعدما تعمد تحريك ذراعه.
خرجت شهقت شهد پصدمة بعدما انسكب العصير على بنطاله وقد جذبت فعلتها أنظارهم وقبل أن يتحدث أحد مع شهد ويلومها هتف قائلا وهو ينهض.
_ مفيش حاجة حصلت أنا اللي حركت ايدي فجأة يا شهد...
_ أنا آسفه يا آبيه.
أسرع العم سعيد إليه ومثله عايدة.
_ يا جماعه مفيش حاجة هدخل الحمام انضفه.
إلتفت عايدة نحو ليلى التي وقفت تنظر إليهم.
_ إيه يا ليلى مالك واقفة كده... تعالي خدي جوزك يا بنتي للحمام.
تحركت الأنظار عليها فنظرت إليهم بإرتباك.
_ مفيش داعي خليها وسط ضيوفها.
رمقتها عايدة بنظرة لائمة ودفعتها برفق ورائه.
_ روحي ورا جوزك واهتمي بيه أنا مش عارفه مالك النهاردة.
رغما عنها أتبعته في صمت لم يلتفت عزيز إليها وهي كانت تسير ورائه لتنفلت شهقة كتمها بكف يده بعدما دفعها نحو أحد الغرف وأغلق الباب...
ظنها دمية بين أصابعه.
الفصل التاسع والأربعون.
ما يعيشه معها ويفعله لا يراه إلا جنون جنون صار يستسيغ حلاوته. ابتسامة عريضة داعبت شفتيه وإلتمعت عيناه بوهج ماكر ثم رفع كف يده عن شفتيها.
انفلتت شهقة أخرى منها عندما لف أحد ذراعيه حول خصرها.
_ عزيز أنت بتعمل إيه
قالتها بصوت متهدج ضائع وهي تحاول الإبتعاد عنه لكنه أحكم حصاره عليها.
نظرت إليه پذعر عندما استمعت إلى صوت غلق الباب ثم رأته يدس المفتاح في جيب بنطاله.
_ كده بقى نعرف نتكلم.
ازدردت ليلى لعابها وحركت جسدها حتى تستطيع الإفلات منه لكن يأست بالنهاية وزفرت أنفاسها بقوة.
_ مينفعش نتكلم هنا ابعد يا عزيز وافتح الباب.
حدقها بنظرة حملت عتاب غلفه الڠضب لكنه تمالك نفسه وقال بلين.
_ صبري نفد يا ليلى وهنتكلم هنا ومش هفتح الباب.
_عزيز ممكن تبعد.
هتفت بها وهي تدفعه برفق فابتسم وقال بمراوغة.
_ لأ مش هبعد.
رائحة عطره القوية غزت أنفها ورغما عنها اندفع الهواء من فمها وأنفها مصحوبا برذاذ خفيف أصاب وجهه.
ارتسم الحرج على ملامحها وأسرعت بوضع يدها على شفتيها.
_ أنا .. أصل..
خرج الكلام منها متقطعا لتخفض رأسها سريعا بعدما وجدته يتزحزح عنها قليلا ويخرج منديلا ليمسح به وجهه.
_ محصلش حاجة يا ليلى مالك يا حبيبتي في إيه.
_ أنا مكنتش اقصد.
تمتمت بها بتوتر وخجل ليخرج منديلا آخر ويقترب منها حتى يمسح ذلك السائل الذي أنساب من أنفها.
_ يا حبيبتي خدي المواضيع اللي زي دي ببساطة خصوصا معايا.
ارتبكت من فعلته ورفعت يدها حتى تلتقط منه المحرمة الورقية.
_ اكيد أنت قرفان مني دلوقتي.
لم يجد أمامه شئ لذيذ إلا خديها المنتفخين مع تلك الحمرة الخفيفة عليهم ليقرص أحدهم بخفه قائلا
_ بتتكلمي ساعات كلام بيضايقني فأحسن حاجه متتكلميش خالص.
خفق قلبها ونظرت إليه بنظرة جعلته يرأف بها ويمازحها.
_ أنت بتخدعيني يا ليلى.
اندهشت من كلامه فأردف وهو يلف ذراعيه بخفة حولها.
_ يعني أثور وأغضب عليك إزاي دلوقتي قوليلي.
استعادت ثباتها بقوة واهية وتساءلت
_ هو مين اللي من حقه يثور ويغضب
افتر ثغر عزيز عن ابتسامة خفيفة وحرك كف يده بخفه على خدها.
_ أنا طبعا يعني بتوزعي ابتسامتك هنا وهناك وتضايفي وترحبي شوية زمايلك في الشغل وشوية عيلة سيادة اللوا.
ثم أردف وهو يتذكر استمتاعها بالحديث مع ذلك الطبيب الذي يعرف الكثير من الأماكن في مدينة نشأتها.
_ وإندمجتي أوي في الكلام مع الدكتور.
أصابته الدهشة وارتفع أحد حاجبيه بذهول وهو يسمعها تتساءل
_ أنت وقعت العصير عليك قصد
تساؤلها مع اتساع بؤبؤي عينيها أضاعوا ما تبقي من عقله ليجتذبها إليه متسائلا بأنفاس خرجت ثقيلة وبطيئة.
_ أعاقبك إزاي قوليلي أنت حد مسلطك عليا.
_ مين هيسلطني عليك يا عزيز.
كتلة من الغباء هي غباء ممتع .
_ليلى أنا عايز أعاقبك عقاپ في ڠضب.
امتقعت ملامحها من حديثه لتنظر إليه بإستنكار.
_ المفروض تصالحني لأنك ضحكت عليا في موضوع الشقة.
وهل بعد كل هذا اللطف يستطيع معاقبتها.
_ حاضر هصالحك يا ليلتي هصالحك بطريقتي.
تجمدت ملامحها واتسعت حدقتاها وقد فهمت باطن حديثه و دفعته عنها بكل قوتها وهي تلهث.
_ افتح الباب افتح الباب يا عزيز...
ثم أردفت بصوت مبحوح.
_ كفاية اللي حصل امبارح وخلتني الصبح واقفة زي المذنبة قدام شهد ومش عارفه أقول ليها إيه.
ضاقت حدقتيه عندما أتت على ذكر شهد ليتساءل
_ حصل إيه امبارح مش فاهم وإيه اللي مخليكي خاېفة كده من شهد كل ما تقرب مني.
عضت على طرف شفتها بقوة وقبضت بيديها على طرفي فستانها وهي تبتلع ريقها وتقول بجهل
_ مش عارفه الصبح كان فيه علامه عند رقبتي.
ورفعت يدها حتى تشير له نحو العلامة .
_ علامة إيه يا ليلى مش فاهم ما توضحي.
تساءل وهو يتحاشى النظر إليها حتى لا تفضخه عيناه التي برقت بالمكر.
_ شهد قالتلي اسمها..
لم تواصل كلامها لشدة حرجها فالتمعت عينين عزيز واقترب منها.
_ ايوة يا ليلى شهد قالت اسمها إيه..
بتوتر أخبرته بالاسم وهي تخفض رأسها فافترت شفتيه عن ابتسامة واسعة لترفع عيناها نحوه وسرعان ما انتبهت على لمعة عيناه الماكرة.
_ افتح الباب يا عزيز.
قالتها وهي تندفع نحو الباب تحاول فتحه رغم أنها تعلم تماما أن مفتاح الغرفة معه.
ابتسم عزيز وأخرج المفتاح واقترب منها فابتعدت بتوجس عن الباب.
_ هفتح الباب لكن متنسيش وعدك ليا.
غمز لها بأحد عينيه ثم وضع المفتاح بالباب لتنظر إلى مقبض الباب ثم له.
ابتعد عزيز عن الباب مبتسما وقد نسي غضبه منها .
فرت ليلى من أمامه وهي لا تقوى على إلتقاط أنفاسها... تابعتها سلوى التي توارت عن الأنظار جانبا ثم لوت شفتيها بتهكم مرددة.
_ مش مستحملين يكونوا لوحدهم.
...
وضعت ليلى يديها على خديها اللذان اشټعلان توهجا لتنتفض فزعا عندما وجدت زوجة عمها مقبلة عليها.
_ ليلى إتأخرتي ليه
رفرفت ليلى بأهدابها عدة مرات وجلت حنجرتها حتى تستطيع إخراج صوتها.
_ أصل البقعة مش راضية تطلع.
هزت عايدة رأسها ثم تنهدت وهي تتحرك.
_ فين عزيز بيه وأنا اتصرف روحي أنت لضيوفك.
لم تنتظر ليلى سماع أي تساؤل آخر من زوجة عمها وتحركت وهي تحاول انتشال عقلها من ضياعه وحيرته.
...
نظرت نيرة نحو طاولة الطعام التي أعدتها الخادمتين وقد بعثتهم لها والدتها من منزلها بعدما أخبرتها بأنها
متابعة القراءة