رواية ظنها دمية بين أصابعه (الفصل السادس والأربعون إلى التاسع والأربعون) بقلم الكاتبة سهام صادق
المحتويات
يده عنه.
_ هو ده اللي كنت متوقعه... بيخدعنا بمرضه.
تنهد صفوان بقلة حيلة وأطرق رأسه أرضا.
_ لأ جدك تعبان بجد دادة نعمات لقيته الصبح واقع على الأرض...
هز صالح رأسه بيأس وتحرك ليغادر الڤيلا.
_ قوله إنه قطع آخر خيط ما بينا ولو على فلوسه مش عايزاها.
...
زفرت عايدة أنفاسها بإرتياح ثم تهاوت بجسدها على أقرب مقعد وهي تلقى نظرة سريعة حولها.
اقتربت منها شهد ثم جلست قربها ومدت ساقيها تتآوه بتعب.
_ آه يا رجلي أنا ليه سمعت كلامكم وجيت معاكم... كنت جيت العزومة زي الضيوف.
زجرتها عايدة بنظرة ممتعضة ثم ألقت بالمنشفة المتسخة عليها.
_ ليه يا بنت عزيز شايفه نفسك هانم.
رفعت شهد كتفيها عاليا ثم لفت على إصبعها إحدى خصلات شعرها.
إلتوت شفتي عايدة بإستنكار.
_ أنا كان نفسي يكون ابوكي موجود ويسمع كلامك ده.
وأردفت عايدة بسخط.
_ شهد يا بنت عزيز امك طباخه وابوكي سواق... فوقي يا بنت بطني.
نهضت شهد من أمامها بضجر لتقترب ليلى منهما تنظر إليهما بدهشة.
_ مالكم في إيه!
_ مفيش حاجة ما أنت عارفة شهد ولسانها.
_ أنا سيبالكم المكان وهروح اشوف أي أوضة اقعد فيها بعيد عنكم.
تنهدت عايدة بثقل فطباع صغيرتها بدأت تتغير ولم تعد راضية عن حقيقة عملهم.
_ ربنا يهديها.
قالتها عايدة ونهضت من مكانها قائلة
_ هروح اشوف سعيد بيعمل إيه في المطبخ زمانه مطلع عين ضحى والبنت غلبانه بتعمل كل حاجه وهي ساكته.
تحركت نحو الطرقة التي تضم ثلاث غرف نوم لكن قبل أن تمد يدها تطرق باب أحد الغرف التي توقعت وجود شهد بها ارتفع رنين هاتفها.
_ إيه يا حبيبتي خلصتوا ترتيب الشقة أنا مش عارف كان لازمته إيه تقوموا بالدور ده...ما فيه ناس نقدر نجيبهم يساعدونا.
قالها عزيز وهو يتجه نحو طاولة مكتبه ثم جلس على المقعد.
بخجل ردت ليلى بعدما نظرت حولها.
_ كفاية إنك اهتميت بالعزومة.
تنهد عزيز بقوة وحك جبهته.
كادت أن تجيب عليه وتخبره أنها لا تستطيع تقبل ما يغدقه عليها بتلك البساطة لكنه قطع كلامها متسائلا
_ صحيح ليه كنت مرتبكة الصبح خصوصا لما شهد كانت بتكلمني.
ازدردت لعابها واشټعل خديها إحمرارا فصدحت ضحكات عزيز.
_ لا شكل الموضوع كبير وعايز تركيز وفهم.
_عزيز هو أنت مش هتيجي العزومة
تساءلت وهي تتمنى أن يغير رأيه ويأتي ليكون جانبها.
_ خليكي لحظة معايا يا حبيبتي.
تمتم بها ثم أشار إلى أميمة بالتقدم منه وقد وقفت عند باب الغرفة.
_ الفواتير يا عزيز بيه.
قالتها أميمة وهي تخفض عيناها التي صارت تحمل آلما كلما رأت ملامح وجهه تشع بهجة.
_ هاتيها يا أميمة أمضيها.
اقتربت منه ووضعت الفواتير أمامه ليستكمل عزيز مكالمته.
_ معايا يا حبيبتي
تلك الكلمة اخترقت قلب أميمة قبل أذنيها لتقبض على كفيها بقوة حتى تتمالك نفسها.
_ قول إنك هتيجي يا عزيز.
ابتسم عزيز وهو يقوم بتوقيع أخر ورقة.
_ وجودي فارق معاك يعني
بخجل ردت.
_ أكيد فارق.
تنهد عزيز ثم رفع عيناه نحو أميمة ليعطيها الأوراق التي قام بتوقيعها.
_ فيه حاجة تانية يا أميمة عايزه توقيعي
أسرعت أميمة بتحريك رأسها وإلتقطت الأوراق منه ثم استدارت بجسدها لتغادر الغرفة وتتمكن من الإختلاء بنفسها حتى تستعيد ثباتها.
_ لأ يا فندم.
قطب عزيز حاجبيه بدهشة ف تصرفات أميمة مؤخرا وتغيبها الكثير عن العمل يحيره لكنه أصرف فكره عنها سريعا وأخذ نفسا عميقا واسترخى في مقعده.
_ هحاول يا حبيبتي أنا للأسف مكنتش عارف إن معتز هيوصل النهاردة... فأنا بجد هحاول اكون معاك حتى لو ساعه وبعدين ارجع الڤيلا عشان أكون في استقباله.
افترت شفتاها عن إبتسامة خفيفة وإلتمعت عينيها بعشق.
_ هستناك وأنت لما بتوعد مبتخلفش وعدك.
اتسعت إبتسامة عزيز ورفع أحد حاجبيه بمتعه وقد اقتحم فؤاده شعورا بالرضى.
_ وأنا مش هخلف وعدي بس فيه مقابل.
أرخت جفنيها وتساءلت بهمس خاڤت بعدما ابتعلت ريقها.
_ إيه هو المقابل
ابتسم عزيز وتراجع برأسه إلى الوراء بعدما أسند ظهره إلى مقعده.
_ لما هاجي هقولك لكن افتكري أنت وعدتي تنفذي.
لم يتركها لتلح عليه في معرفة ما يريده منها و قبل أن ينهي المكالمة قال
_ الساعه خمسة الأكل والحلويات هتوصل وباعت ناس تهتم بتنظيم الأكل...
وأردف بتلاعب صار يجيده ويهواه.
_ بلاش تفكري كتير يا ليلتي.
زفرت أنفاسها وسرعان ما كانت تنفلت منها شهقة قوية عندما باغتتها شهد بوضع يدها على كتفها.
_ بتعملي عندك إيه يا ليلى اكيد بتكلمي آبيه عزيز.
...
تحركت سمية من وراء مكتبها بعدم تصديق بعدما أبلغتها سكرتيرة مكتبها بوجود سيف.
_سيف مش معقول وأنا أقول الشركة نورت ليه... تعالا يا حبيبي.
قالتها سمية وهي تحتضنه وتمنت لو تسمع منه ما تآمله.
_ هبدأ شغل امتى
اتسعت إبتسامتها عندما استمعت إلى موافقته على العمل معها لتتهلل أسارير وجهها.
_ من النهاردة طبعا يا حبيبي.
وأردفت وهي تتحرك نحو مكتبها حتى تلتقط سماعة الهاتف وتهاتف بيسان.
_ متعرفش أد إيه أنا مبسوطة بالخبر ده و بيسان أكيد لما تعرف هتكون مبسوطة زيي.
....
شعرت ليلى بالحزن بعدما أنهت مكالمتها مع كارولين التي اعتذرت منها عن حضورها بعد أن وعدتها بأنها ستأتي قالتها لها صراحة أن من رفض حضورها هو سيف.
أخرجت زفيرا طويلا حتى تطرد تلك الدموع التي علقت بأهدابها وقالت بنبرة طغى عليها الوهن.
_ عمو هروح اعزم جارنا.
عندما إلتقطت أذنين العم سعيد ما قالته اندفع نحوها.
_ ايوة يا بنتي روحي اعزميه إزاي الباب يكون في وش الباب ومنعزمهوش.
_ المرة اللي فاتت عزمتيه واعتذر.
قالتها عايدة وكأنها تريد تذكيرها برفضه دعوتهم.
لتبتلع ليلى غصتها التي سببتها لها كارولين بعدما صارحتها برفض سيف.
_ كان عنده خطوبة حفيدته أنا هعمل اللي عليا وخلاص.
شجعها العم سعيد ولولا انشغاله بالمطبخ لكان ذهب معها.
_ اجي معاك يا بنتي
قالها عمها لتبتسم له قائلة
_ لأ ارتاح أنت يا عمو انا هروح اعزمه ومش هتأخر هو راجل لطيف وطيب.
غادرت ليلى شقتها ونفضت عنها ذلك الشعور السئ الذي أصاب قلبها واتجهت نحو الشقة المقابلة.
بتردد وضعت يدها على جرس الباب ولم تمر إلا ثواني ووجدت باب الشقة يفتح. رفعت ليلي عيناها لتجد فتاة جميلة تقاربها بالعمر أمامها.
رمقتها زينب بنظرة فاحصة ففركت ليلى يديها ونظرت إليها.
_ مساء الخير أنا ليلى جارتكم.
_ مين يا زينب على الباب
ارتفع صوت نائل بتساؤل عن هوية الوافد لتبتسم زينب قائلة
_ دي البنت الجميلة جارتنا اللي أنت حكتلي عنها يا جدو.
ضاقت حدقتي يا نائل وسرعان ما هتف بعدما تذكرها.
_ ليلى.
ابتسمت زينب ونظرت نحو ليلى وقالت
_ افتكرك على طول لكن ذاكرته في مواعيد ادويته بتتنسي عادي.
زال الحرج عن ليلى عندما تحدثت معها زينب ببساطة.
_ أنا جايه اعزم سيادة اللوا على حفلة صغيره عملاها لزمايلي في الشغل.
اجتذبت زينب ذراعها حتى تجعلها تدخل وتخبر جدها بنفسها عن أمر عزومتها.
_ طيب ادخلي بلغيه بنفسك.
ارتبكت ليلى وسارت بحرج معها إلى الداخل ليبتسم نائل مرحبا بها.
_ تعالي يا بنتي ده أنا كنت فاكرك هتكوني جارتي وقولت بقى ليا جارة حلوه وصغيره.
رفعت زينب كلا حاجبيها في دهشة ونظرت نحو ليلى.
_ جدو بيعاكسك احترسي منه ده دنجوان قديم.
خجلت ليلى فابتسم نائل قائلا بمزاح
_ كسفتيها وهتفهمني كده صح.
ضحكت زينب وهي تنظر نحو ليلى التي وقفت بينهم مرتبكة.
_ دي بتكسف خالص يا جدو.
ازداد توتر ليلى ونظرت نحو زينب التي مدت يدها لها قائلة بود.
_ أنا زينب
......
أخرج مازن من درج مكتبه تلك الحقيبة التي يضع بها هديته ثم تنهد فهو لم يراها في المعهد بالحصة الماضية عندما ذهب مع صغيره وقد تغيب الصغير يزيد عن الحضور.
استمر بالنظر إلى الحقيبة ثم فرك عينيه بعدما رفع عويناته الطبية وأطلق زفيرا عميقا يحمل تردده.
إلتقط هاتفه وقد قرر أخيرا مهاتفتها.
اندهشت زينب عندما رأت اسمه على شاشة هاتفها لتنسحب معتذرة من ليلى.
_ هرد على المكالمة وراجعه.
فور أن فتحت الخط هتفت بقلق.
_ دكتور مازن.
اختفى التوتر الذي كان يحتل ملامحه وإلتمعت عيناه.
_ مساء الخير أخبارك إيه مدام زينب.
_ تمام الحمدلله يا دكتور قلقتني في حاجه حصلت مع عدي و يزيد.
عاد التوتر يحتل ملامح مازن وابتلع ريقه.
_ لأ مفيش حاجة تقلق أنا متصل اطمن عليك.
وسرعان ما كان ينتبه على خطأه فأردف بحشرجة.
_ قصدي اطمن عليكم اصل يزيد غاب السيشن اللي فات عن الرسم واللي قبلها جدته جابته...
شعر بالحرج من حماقة ما يفعله وكأنه مراهق.
_ يزيد مع جدته في فسحة خارج القاهرة عشان كده مجاش السيشن اللي فات.
وواصلت كلامها وهي تنظر نحو ليلى وجدها المستمتع بالحديث معها.
_ إحنا اتصلنا واعتذرنا من الميس بتاعته عن عدم حضوره.
دلك مازن جبينه ثم نهض وأخذ يتحرك بالغرفة وهو يلوم نفسه على تهوره.
_ سيادة اللوا إخباره إيه
لم يجد مازن كلام يزيل عنه الحرج إلا السؤال عن الجد الذي تعرف عليه في حفل خطبة صديقه.
تعجبت زينب قليلا من سؤاله وعادت تنظر نحو جدها.
_ تعب النهاردة شويه لكن الحمدلله دلوقتي أحسن.
_ اقدر ازوره اطمن عليه
ضمت حاجبيها في دهشة ثم رفعت يدها تحك بها عنقها.
_ طبعا يا دكتور تشرف في أي وقت.
_ أنت موجوده معاه النهاردة
باغتها بسؤاله لتخبره بتردد.
_ اه أنا موجوده معاه.
...
ابتسمت ليلى وهي تومئ برأسها على أي حديث يخبرها به الجد ليتساءل نائل.
_ يعني أنت يا بنتي مش هتتجوزي في الشقة هنا
_ لأ دي شقتي اشترتها من قريب لأني كنت عايشه في الاسماعيليه وجيت اعيش مع عمي.
طالعها نائل بنظرة تحمل الفضول وواصل تساؤله.
_ وليه سيبتي الاسماعليه وجيتي تعيشي في القاهرة
أطرقت ليلى رأسها ثم تنهدت وقد عادت لها ذكرى اليوم الذي عرفت فيه أن لها عم كان يبحث عنها بعدما وضعها بملجأ وتمت ڪفالتها ورغم أنها لا تحب الحديث عن حياتها إلا أنها قصت له كل شئ عن حياتها وقد وقفت زينب تستمع في صمت.
هز نائل رأسه وارتسم الحزن على ملامحه و اقتربت زينب منها وإلتقطت يدها في دعم.
_ سبحان الله أنت جيتي القاهرة عشان تقابلي جوزك وأهو الحمدلله باين إنك بتحبيه وهو بيحبك.
ابتسمت ليلى ومسحت دموعها.
_ عندك حق هو راجل جميل بيعمل حاجات كتير عشان يفرحني.
ازدردت زينب غصتها فهي كانت
متابعة القراءة