رواية مهمة زواج (الجزء الرابع من الفصول) بقلم دعاء فؤاد
المحتويات
و سنينه يا صاحبي..مكنتش اعرف ان الحب پهدلة..
أخذا يضحكان و يتمازحان إلى أن تناسى شغفه للتحدث إليها و لو مؤقتا.
لم يكن حال ندى بأفضل من أدهم... فطيلة الوقت الهاتف في يدها لا يفارقها.. ترسل له عشرات الرسائل عبر الواتساب ولكن لا يصله أيا منها حتى كاد عقلها أن يطير... لقد اشتاقت اليه.. يكاد قلبها ينخلع من مكانه من شدة قلقها عليه... فقط لو يطمئنها بجملة تطفئ نيران الوساوس المنضرمة برأسها.. و لكنها تعود و تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم و تدعو الله له أن يحفظه و يعود اليها سالما..
نورتي الدار يا غالية...
منورة باهلها يا خالة..
قالتها بخفوت و هي مطأطأة الرأس من فرط انطوائها و عدم اعتيادها على مخالطة الناس و مخاطبتهم الأمر الذي جعل القلق ينتاب حماتها... فهل حمد ولدها اللبق سيتحمل طباعها الصامتة أو بالأحرى الباردة تلك!
قالتها و هي تتودد اليها لعلها تتقرب منها و تفتح لها قلبها فنهضت صافية بسرعة تسير باتجاه المطبخ فنظرت لها السيدة باندهاش متمتمة
على فين يا بتي!
هدلى اعلج ع الشاي يا خالة..
تعالي يا بتي اني هنادم على نعمة تعلج عليه..
لاه أمي جالتلي لازمن اولف ع الدار كانها داري..
بكرة تولفي لما تزهجي.. تعالي بس اجعدي چاري اهنيه..
عادت اليها بانصياع ثم جلست بجوارها من جديد فتحدثت السيدة مغيرة مجرى الحديث
جوليلي بجى.. حمد عامل ايه امعاكي و انتي قمان!
جعدت ما بين حاجبيها بعدم فهم
تنهدت السيدة بنفاذ صبر ثم قالت
يعني يابتي بيكلمك في التلفون و بتكلميه و..
قاطعتها بقولها
أني مشايلاش تلفون.
باه.. كيف!.. يعني حمد لما بده يطمن عليكي بيكلمك كيف!
معيكلمنيش واصل... أمي جالتلي لازمن عريسك يشتريلك تلفون.. بس هو معملش اكده.. و اني معشوفهوشي من يوم الشبكة.
متأخذنيش يا صافية.. حمد كان موصيني اشتريلك تلفون بس اني اتلهيت و نسيت... بس ان شاء الله اخر النهار هبعتلك سمعان و معاه واحد چديد بالخط بتاعه قمان.
سكتت قليلا لا تدري كيف عليها أن تشكره ثم قالت بخجل
تمتم معتصم مع نفسه بصوت خاڤت لم يصل اليها
يا ۏجعة مربربة!!
و لكنه عاد يقول بجدية
اني هسچلك عليه رقم حمد و هعلمك كيف تفتحي عليه لما يرن عليكي.. و بعد اكده لما حمد يعاود من مصر يعلمك كيف ما بدك كل حاچة فيه.
ابتسمت بسعادة ابتسامة أنارت وجهها الجميل و أظهرت غمازتها اليمنى.
تركهما معتصم و اتجه الى غرفته يضرب الأرض بقدميه من الڠضب و هو يسب أخاه بخفوت فكيف له أن يترك خطيبته هكذا دون أن يفكر في طريقة للتواصل معها... مر أكثر من خمسة أيام منذ أن خطبها... ألم يخطر بباله أن يحدثها حتى و لو لمرة واحدة... أف لك يا حمد..
بمجرد أن دلف غرفته قام بالاتصال به فورا و بعد عدة ثوان أتاه صوته يرد عليه فتحدث بنبرة جافة
انت بتكلم صافية يا حمد!
سكت حمد مستغربا سؤاله ثم سأله ببرود
و ايه مناسبة السؤال المفاجئ دا!.. هي اشتكتلك!
لوى فمه ببسمة ساخرة ثم قال بحدة
هي دي بتعرف تشتكي!... ياريتها تشتكي زي البنات يمكن كنت عملتلها قيمة أكتر من كدا.
اغمض حمد عينيه يكظم غيظه من أسلوب أخيه الساخر ثم رد بانفعال طفيف
في ايه يا معتصم!.. ايه اللي حصل لدا كله!
صاح فيه پغضب
في ان انت معندكش ډم... كلها كام يوم و هتبقى مراتك و هيتقفل عليكم باب واحد و سيادتك منفضلها و مبتحاولش حتى تقرب منها... هتلاقي فين في أدبها و جمالها.. دا كفاية انها خام متعرفش يعني ايه لوع... صافية و هي صافية فعلا..
تنهد حمد بنفاذ صبر ثم رد ببرود
خلصت!
استشاط معتصم منه غيظا و صاح بعصبية
انت بارد كدا ليه ياد انت!
رد بانفعال
أنا خاېف اتكلم معاها تسد نفسي منها اكتر ماهي مسدودة.. مبتعرفش تقول كلمتين على بعض من دماغها.. عشان كدا قولت خليني بعيد احسن لحد ما ربنا يسهل و نتجوز و ابقى اشوف حل لموضوع كلامها دا... مش عايز أنكد على نفسي من دلوقتي يا اخى.
زفر معتصم أنفاسه بضيق بالغ ثم أخذ يتمتم
ربنا يهديك يا حمد.. ربنا يهديك.
تحدث حمد مغيرا مجرى الحديث
أمي عاملة ايه
أمي زينة الحمد لله... هي اللي بعتت لصافية قعدت معاها شوية و الكلام جاب بعضه و قالتها ان مش معاها تليفون... المهم هبعت سمعان يشتري واحد دلوقتي مع الخط و هبعتلك رقمها و هسجل رقمك عندها.. و يا ريت يعني بمجرد ما يوصلك الرقم تكلمها.
ابتسم حمد بامتنان لذلك الأخ الذي لا يتوانى أبدا عن التفكير في كل أفراد عائلته ثم قال
ماشي يا معتصم... تعبتك معايا.
يا سيدي اتعبني انت بس و مالكش دعوة.
ضحك حمد فاسترسل معتصم بهدوء
حمد
اممم
أنا طلبت ريم للجواز يوم ما رجعت القاهرة.. و كلمت اخوها و عزمته على فرحك عشان نتعرف على بعض.
اتسعت عيني حمد پصدمة و هو يتمم
انت.. انت بتقول ايه!.. و نرمين!.. نرمين و ريم مع بعض!.. طاب ازاي!
اعتصر معتصم جفنيه بضيق ثم فتحهما قائلا و هو يصتك فكيه
الله يخليك يا حمد كفاية اللي سمعته من عيشة... انا عارف كل اللي انت عايز تقوله و فكرت في كل حاجة انت فكرت فيها دلوقتي.. بس انا بعون الله هحل كل حاجة.. هتتحل.. هتتحل يا حمد متقلقش.
أنا قلقان عليك انت... حلها صعب اوي يا معتصم دا ان مكانش مستحيل.
زفر أنفاسه پعنف و هو يقول بنفاذ صبر
خلاص يا حمد اخوك مش شوية و انت عارف كدا كويس.. انا عايزك معايا و ف ضهري مش عايزك تكسر مجاديفي..
تنهد حمد بقلة حيلة
معاك يا صاحبي مش هسيبك طالما سعادتك هتكون معاها.. انا من الاول و انا حاسس انك غرقان لشوشتك في حبها بس انت مكنتش مبين... بس يا ترى هي كمان بتحبك!
رد بنبرة ضائعة بعدما أسند رأسه على الوسادة
مش عارف... لا قولتلها ولا قالتلي.
رفع حاجبيه باستنكار
نعم!.. اومال هي وافقت على اي اساس!
رفع كتفيه لأعلى
عادي.. هو احنا لازم نقعد نحب في بعض و نتصاحب و نتقابل!.. انا راجل ضغري دخلت البيت من بابه علطول.. و أظن هي احترمت الحتة دي فيا.. بس أكيد برضو في اعجاب حسيته منها... بس حب مش متأكد.
ابتسم حمد بحالمية ثم قال
بس انا بقى متأكد..
هي قالتلك!
ضحك بملئ فمه ثم قال
هو انا مش عارف عصوم اخويا... أي بنت تعرفه لازم تحبه.. و لا انت نسيت ولا ايه!
ابتسم معتصم بسخرية ثم قال
هو انا حلو اوي كدا!
انت مش حاسس بنفسك يابني!.. ماهي حلاوتك دي اللي خلت نرمين ضحت بنص املاكها عشان بس توافق انك تتجوزها لحد ما أدمنتك و مبقتش عارفة تستغنى عنك.
حين أتى بذكر نرمين أصابه ضيقا بالغا و كأن جبل هال على صدره تلك الخطيئة التي ستلازمه طيلة العمر
أوف.. مابلاش السيرة دي بقى دلوقتي..
ضحك حمد ثم قال بمواساة
ربنا معاك يا صاحبي و يتم مرادك على خير..
يا رب يا حمد... يا رب.
كانت ريم قد قدمت طلب نقل لأقرب مشفى لسكنها و بفضل مكانة والدها و معارف شقيقها تمت الموافقة بدون تعقيدات و هاهو اليوم أول يوم لها بمشفاها الجديد
كانت تقوم بعملها في قسم الاستقبال حيث تقوم بالكشف على سيدة تعاني من مغص شديد بالبطن و بعد اجراء الكشف الدقيق عليها قالت
انا شاكة ان المغص دا بسبب الزايدة.... هشوف مين هنا تخصص جراحة يكشف عليكي..
تركتها ثم خرجت من غرفة الكشف لتسأل احداهن
لو سمحتي مين معانا جراحة النهارده
أشارت لها الفتاة حيث أحد الغرف لتقول
الدكتور خالد هتلاقيه قاعد في القوضة دي..
شكرتها ثم ذهبت الى حيث أشارت ثم طرقت الباب و دخلت لتجد شابا وسيما يرتدي نظارة طبية متوسط الطول شعره أسود قصير و نحيلا نوعا ما وقف بمجرد أن رآها و هو يقول بذهول
ريم!... معقول!
اتسعت بسمتها لتتقدم اليه و هي تقول بدهشة
ايه دا انت شغال هنا يا خالد!
مد يده اليها ليسلم عليها فبادلته التحية و سحبت يدها فورا من كفه فقال بسرور بالغ
ايوة بقالي سنتين... انتي هنا من امتى!
النهاردة أول يوم ليا.
بجد!.. يعني هنشوف بعض علطول.
ضحكت و هي تقول
اه هزهقك مني... و بالمناسبة دي بقى معايا حالة اشتباه زايدة في غرفة السيدات ممكن تكشف عليها!
أجابها مبتسما
طبعا انتي تؤمري..
شكرا يا خالد... هروح بقى أشرب قهوة عشان انا خلاص فصلت..
كادت أن تنصرف من امامه و لكنه استوقفها يسألها بتردد
ممكن تستنيني هنا هخلص و اعزمك على القهوة نشربها سوا بمناسبة ان دا اول يوم ليكي معانا..
سكتت مليا تفكر ثم أومأت بابتسامة سلبت أنفاسه فغادر من أمامها على الفور قبل أن يتجرأ و يفعل بها ما لا يحمد عقباه.. فهذه ريم تلك الفتاة التي لطالما حلم باقتران اسمها باسمه و لكن دائما كانت الظروف ضده كما أنها لم تشعر به أبدا و تتعامل معه من باب الزمالة لا أكثر... و لكن ربما قد أعادها القدر إليه مرة أخرى لتتحقق أمنيته.. فهو لا يرى من البنات سواها و لم يستطع الارتباط بغيرها من شدة تعلقه بها.
مرت أيام أخر و ريم منتظمة في عملها و تلتقي بخالد أغلب الأيام و هو لم يترك فرصة الا و يتقرب منها و يحاول اختلاق المواضيع ليتحدث اليها أطول فترة ممكنة و ريم تتعامل معه بحسن نية و لم تشك بمحاولات تقربه منها.. تظنه أنه زميلا عزيزا يقف بجانبها في مكان جديد عليها ولا تعرف به أحدا سواه.....
اشتاق اليها معتصم كثيرا... كل ليلة يمسك بالهاتف يريد الاتصال بها و سماع صوتها الرقيق الذي يذهبه عقله و لكن في كل مرة يتراجع... يريد أن يحصل
متابعة القراءة