رواية نصف أنثى بقلم رانيا أبو خديجة

موقع أيام نيوز

عينيه وملامح وجه تعبرعن تلك النيران بشكل مخيف ولولا انه احس بمسؤليه اتجاه صديقه لكان ھجم على ذلك الجالس بجانبه هو ووالدته ايضا وعند سماعه تغزله بها لم يتحمل اكثر من ذلك فهب واقفا متجها اليها في ڠضب 
عمر پغضب ندي ممكن افهم انتي واقفه كدة ليه!
ندى وهي تقطب حاجبيها من حالته عادي يعني انا واقفه جنب هبه زي ماطلبت عشان لو احتاجت حاجه مش اكتر
عمر بعصبيه طب ممكن تتفضلي تقعدي في جنب بقى بدل وقفتك دي
ندى پغضب من طريقته معها في ايه يأستاذ عمر وهي وقفتي مضايقه حضرتك في ايه
عمر پغضب ممزوج بتحذير ندى لو سمحتي اتفضلي اقعدي جنب باباكي ومتقوميش من جنبه طول الحفله انتي فاهمه 
ندى مش ماشيه الا لما افهم واقفتي مضيقاك في ايه
عمر بنفاذ صبر ندى متنرفزنيش اكتر من كدة واتفضلي اقعدي جنب باباكي ومشوفكيش قومتي من جنبه
ولا يعني عجباكي وقفتك كدة واللي رايح واللي جاي يتغزل فيكي 
ندى بهدوء بعد ان احست غيرته طب وهبه لو احتاجت حاجة دي ملهاش أخوات وانا هنا أختها 
عمر بتحذير تشوفيها عايزة ايه وبعدين ترجعي طربيزتك تاني والا والله يا ندى أخلي يوسف ينهي الحفله دي حالا 
ندى بزهول من حالته لأ وعلى ايه خلاص انا كدة كدة رجلي وجعتني من الواقفه هستأذن بس من هبه وارجع لبابا عن اذنك 
وظلت جالسه بحانب والدها طوال الحفل وظل هو يراقبها بأعينه طوال الحفل وينظر بين الفينه والأخرى بأتجاه جلال حتى يتأكد من عدم نظرة اليها 
جلست ندى بغرفتها بعد عودتها من الحفل فكانت تشعر بالتعب والارهاق من ذلك اليوم المتعب والملئ بالمهام ولكنه اسعد يوم بالنسبه لها فظلت تتذكر حديثه ونظراته لها وتبتسم بسمه سعيدة على ثغرها وتخرج منها ضحكة خافته كلما تذكرت غيرته عليها من مجرد وقفتها امام اعين المدعوين ولكنها عبثت فاجأه وظلت تحدث نفسها 
ندى بحزن على حالها طب واخرتها ماهو مينفعش في الاخر وهو عارف كدة كويس وعلشان كدة اختفى الفترة اللي فاتت دي كلها بعد ما عرف كل حاجه ليه بقى جاي يعمل كدة دلوقتي لأ انا لازم افوق وآفوق نفسي معقول يعني أحاول طول الفتره اللي فاتت دى اني انساه وأول مأشوفه يحصل كدة لآ انا لازم اتحكم في نفسي وفي مشاعري عن كدة وبعدين دي كانت يدوب صدفه وانا يعني هشوفه فين تاني 
ظلت تفكر به طوال الليل حتى غلبها النعاس من شدة ارهاقها 
بينما هو
فلم يعد لمنزله مباشرتا بعد انتهاء حفل الخطبه ظل يجول بالشوارع بسيارته ويفكر بالأمر وقد أيقن انه لم يستطيع تركها او نسيانها فمنذ ان رأها وحالته تبدلت تماما من حزن وڠضب لفقدانها وامنيته ان يراها الى فرحه وارتياح لمجرد رؤيتها يشعر وكأن روحه ردت اليه وعادت اليه ابتسامته التي افتقدها من فترة لم تكن بقليله 
وظل يفكر بها وشبه ابتسامة ظهرت على ثغره عندما تذكرها بفستانها الرائع وحجابها الانيق فكانت روعه في الجمال فكانت ترتدي فستان طويل من اللون الوردي به بعض الورود السوداء يظهر جمالها ببراعة وحجاب من اللون الاسود اظهر بياض وجهها وخضرت عينيها فكانت اجمل ما في الحفل ولكن تلاشت تلك الابتسامه وحل محلها الڠضب الشديد عندما تذكر ذلك السمج من وجهة نظره عندما كان ينظر اليها يكاد يلتهمها بعينيه وهذا الشعور بالغيرة والڠضب لاول مره يشعر به وهنا لم يستطيع تركها او نسيانها وأخذ اهم قرار بحياته حتى مع اعتراض الجميع فهو عزم على الوصول اليها مهما كلفه الأمر 
يتبع
رواية نصف أنثى للكاتبة رانيا أبو خديجة الفصل الخامس
بعرفة عمر .
يوسف بعصبيه عمر أنت متأكد من قرارك دة انت كده بتتنازل عن كل حاجة عشان خاطرها هي
عمر بهدوء مش مهم أي حاجه المهم عندي اني ارتحت بعد القرار ده وحسيت بجد اني مش هخسرها وحقيقي انا مستعد اتمازل عن اي حاجه عشان تبقى هي معايا ومتسبنيش تاني للۏجع اللي شفته في بعادها طول الفتره دي.
يوسف ومازال عصبي طب وابوك وامك مفكرتش فيهم هيوافقوك على وضع زي دة ولا لأ يابني دول بيتمنوا انك تتجوز مخصوص عشان يشوفوا اولادك ويبقى ليهم احفاد.
عمر انا مش هقول لماما او لبابا اي حاجة وبعدين يا يوسف دي حياتي انا وانا حر فيها.
يوسف يا عمر انا منكرش ان ندى بنت جميله وشكلها هادي ومحترمه كمان هبه كلمتني عنها وقالتلي قد ايه هي انسانه طيبه وجميله من جواها لكن لكن متنفعكش يا صاحبي عمرها ما هتعرف تعملك العيله اللي بتتمناها
ثم اكمل بتحذير هتعيش وحيد طول عمرك من غير اولاد ولا احفاد ولا عيله ولا اسره ودفا.
عمر پألم يا يوسف انت مش عارف انا الفترة اللي فاتت دي عدت عليا ازاي.
ثم اكمل بإصرار انا مش هقدر ابعد عنها تاني وبجد انا مستعد اتنازل عن كل اللي انت قولته دة بس علشانها وعلشان تبقى معايا.
يوسف انت حر يا عمر انا بس من واجبي اني انصحك واشاورلك على اللي انت مش شايفه.
عمر بلهفه طب انا عايز منك خدمه
يوسف خييير
عمر ببتسامة متسعه هقولك...
بمنزل ندى وهي تهاتف هبه .
يابنتي انتي خارجه مع خطيبك أجي معاكي انا بمناسبة ايه
هبه برجاء عشان خاطري يا ندى لو انتي مجتيش ماما مش هترضى أخرج معاه لواحدنا.
بس اشمعنا انا ماتاخدي اي حد
عشان خاطري يا ندى وبعدين انتي عارفة انك لو مجتيش يبقى مش هخرج معاه خاالص عشان مفيش حد هييجي معايا غيرك.
ندى بقلة حيله خلاص يا هبه بس بجد اتصرفي في الموضوع ده عشان انا مش هاخد دور العزول دة تاني.
بمكان راقي على النيل يجلس يوسف وبجانبه هبه ومقابلهم ندى.
ندى معلش بقى يا يوسف بأمر من حماتك المستقبلية لازم يكون في عزول معاكوا.
يوسف ببتسامه هادئه ولا يهمك يا ندى
وبعدين مين قالك انك عزول دانتي أحلى ما في القاعدة دي.
عمر فاجأه من خلف يوسف وحياة خالتك هي مين دي اللي احلى واحدة في القاعدة.
يوسف بأندهاش مصتنع ايه ده عمر! ايه الصدفه اللي مش مقصودة دي.
عمر ازيك ياانسه هبه
هبه بود اهلا استاذ عمر.
عمر بهيام ازيك يا ندى
ندى ومازالت مزهوله من وجودة المفاجئ الحمد لله
يوسف بهمس لعمر اتأخرت كدة ليه يا سي زفت عايز الحق اقعد مع البنت شويه لواحدنا.
عمر بنفس الهمس اعملك ايه ما سيدتك
اللي قولتلي على المكان بعد ما جيتوا يا غبي.
يوسف طب اتفضل بقى خد الست ندى بتاعتك وهوونا شويه.
عمر لأ ندي مش هترضى تقوم معايا خد انت هبه وهوونا.
يوسف بصوت مرتفع طيب ما تيجي يا هبه يا حبيبتي عايزك كدة في كلمتين علي جنب.
هبه بغباء خير يا يوسف في ايه!
يوسف من بين اسنانه پغضب مكتوم هقولك يا حبيبتي حالا عن اذنكم يا جماعة.
عمر وهو يجلس مقابل ندى بعد رحيلهم وحشتيني قوي
ندى پغضب استاذ عمر لو سمحت بلاش الكلام دة وبعدين حضرتك مش ملاحظ ان الصدف دي بقت غريبه شوية
عمر والله المرة اللي فاتت مليش ذنب فيها بس الصراحة المرادي اكيد باينه قوي انها مش صدفه يعني.
ندى اممممم طب ممكن افهم حضرتك عايز مني ايه تاني المفروض بعد أخر مقابله بينا في الجرنال متبقاش عايز تشوفني تاني وتتهرب مني زي اللي قابلك مش تخلق صدف عشان تقابلني.
عمر پغضب ندى اولا انا مش زي اللي قابلي اللي انتي بتقولي عليهم دول ثانيا بقى مين قالك ان انا مش عايز اشوفك.
ثم اكمل بحب انتي متتخيليش الفترة اللي فاتت دي عدت عليا ازاي من غير مأشوفك.
ثم تابع بهيام بها لما كنتي في الجرنال كنت بستنى معاد المحاضرة بتاعتكوا بفارغ الصبر عشان أشوفك ولما بعدتي عني الفترة دي كلها كنت هتجنن عشان بس اشوفك ولو حتى من بعيد.
ندى بحزن من فضلك حقيقي مفيش داعي خاالص للكلام ده وبعدين انا حقيقي مش فاهمة اخرت كلامك دة ايه
عمر بإصرار هقولك ايه اخرت الكلام دة...
بمكان بعيد نسبيا عن مكان تواجد عمر وندى
هبه من بين ضحكاتها يعني انت خلتني أجيب ندى معايا مخصوص عشان استاذ عمر
يوسف ايوا يا ستي هو اللي طلب مني كدة وقالي انه عايز يتكلم معاها ومغيش حل غير كدة.
هبه دة شكل صاحبك عمر دة واقع بقى في ندى وانا أخر من يعلم ويا تري بقى لما اتقابلوا في خطوبتنا كانت صدفه فعلا ولا بردو من تدبيرك.
يوسف بصدق لأ والله انا اصلا ساعتها مكنتش لسه اتعرفت على ندى.
ثم تابع بتردد الا قوليلي يا هبه متعرفيش ندى مرتبطتش لحد دلوقتي ليه مع ان على حسب علمي هي أكبر منك
هبه بتوضيح اولا هي اكبر مني يدوب بسنه واحده وبعدين بقى هي دايما تقول ان دراستها عندها اهم حاجة ومش هتفكر في اي حاجه تانيه تشغلها عنها
ثم اردفت بشك بس انت بتسأل ليه ولا صاحبك هو اللي قالك تقررني عشان يعرف حاجات عن ندى!
يوسف بتهكم لأ اطمني عمر يعرف اللي من الواضح كدة حضرتك متعرفيهوش عن بنت خالتك.
هبه وهي تقطب حاجبيها بأستغراب قصدك ايه بأنه يعرف اللى انا معرفوش.
يوسف ببتسامه لا يا حبيبتي مقصدش حاجه المهم سيبك منهم وخليكي معايا
انا
هبه اممم طب مانا معاك اهو
يوسف بحب فين دة وحشتيني مشوفتكيش من يوم الخطوبه ومقضينها فون بس.
ندى بزهول ايه اللي انت بتقوله دة يااستاذ عمر معقول بعد كل اللي عرفته ده ولسه عايز عايز..
عمر ببتسامة حنونه عايز اتجوزك مش عايزة تقوليها ليه وبعدين ايه استاذ عمر اللي انتي لسه ماسكة فيها دي
تفتكري ان هي ليقا ومناسبه للى احنا بنقوله دة.
ندى برتباك اومال عايزني اقول ايه بس.
عمر بحب تقولي عمر وبس زي مأنا بقول ندى
ندى بجديه طيب بردو ازاي عايز تتجوزني بعد كل دة.
عمر بإصرار يعني مش هبعد عنك تاني وعمري ماهكون لحد غيرك وانتي كمان
ثم تابع بحديه ندى انا فكرت كتير لقيت اني مش هقدر اكمل حياتي مع اي حد غيرك.
ندى ازاي بس انت عارف معنى كلامك دة ايه يعني يعني عمرك ما هتبقى...
قاطعها عمر عمري ما هبقى اي حاجه من غيرك عمري ماهقدر أكون عيله او اسرة انتي مش فيها ندى انا فكرت في كل حاجه ومستعد اتنازل عن كل اللي انتي بتقوليه دة وبعدين يا ستي انا راضي بقضاء ربنا افرضي بعد ماتجوزنا كنت انا مبخلفش كنت هعمل ايه ساعتها كانت هتبقى النتيجه واحدة.
ظلت ندى تنظر له في صمت وزهول ولم يستوعب عقلها كلماته.
عمر ايه ساكته ليه لازم تتكلمي وتقولي كل اللي في قلبك عشان نقفل الموضوع
تم نسخ الرابط