رواية نصف أنثى بقلم رانيا أبو خديجة
المحتويات
حتى عندنا امتحان ميد ترم بعد بكره وكنت رايحالها النهاردة اقولها
عمر وهو يقطب حاجبيه بأندهاش ايه مش بتيجي الجامعه بقالها اسبوعين طب هي متعودة تغيب كتير كدة
غادة لاء خالص دة هي من اخر يوم كانت هنا في المكتب وخرجت معيطه من ساعتها مشوفتهاش ومن ساعتها وهي مش طبيعيه خاالص
نظرت له وجدته ينظر للفراغ بشرود حزين فأردفت استاذ عمر هو حضرتك قولتلها ايه زعلتها كدة ندى طيبه قوي والله ومحترمة جدا وعمرها ما ضايقت حد
غادة وهي تقطب حاجبيها خدمه خدمة ايه
عمر اسمعيني كويس
في الجامعه يوم الامتحان
ندى الحمد لله الامتحان كان كويس
غادة بأستفسار طيب هتحضري معانا باقي المحاضرات ولا جايه عشان الامتحان بس
ندى لاء مش قادره هراوح لولا الامتحان مكنتش نزلت
ندى بضيق غادة ايه مبتزهقيش من السؤال دة ارحميني بقى يلا انا ماشيه
غادة بلهفه لاء لاء استني بس بصي انا جعانة قوي هاروح اجيب سنداوتشات من الكافيتريا ونروح ناكل في جنينة الكليه ايه رأيك
ندى بأرهاق معلش يا غادة حقيقي مش قادرة ومحتاجه اراوح
غادة بزعل كدة يا ندى دانا بقالي كتير مقعدتش معاكي ورغينا
ندى بنفاذ صبر خلاص يا زنانه تعالي طيب نجيب الاكل سوا وبعدين نروح الجنينه وارغي يا ستي زي مأنتي عايزة
غادة بأصرار لاء بصي روحي انتي استانيني في الجنينه وانا هاروح أجيب الاكل بس استانيني في المكان اللي بنقعد فيه علطول
ندى ماشي يا غادة بس متتأخريش لاني مش قادرة
بجنينة الجامعة تجلس ندى وتستند برأسها على شجره كبيره وتغلق عينيها
عامله ايه
قالها عمر بصوته الحنون بعد ان جلس امامها على ركبتيه
ندى بعد ان فتحت عينيها بفزع استاذ عمر
عمر بحب تزعلي مني لو قولتلك وحشتيني
ندى بتوتر بعد ان هبت واقفه استاذ عمر لو سمحت كفايه بقى وبعدين حضرتك ايه اللي جابك الجامعه
ندى احنا كبار كفايه ومحناش صغيرين للعبة الهروب دي انا لازم اتكلم معاكي
ندى انا قولت لحضرتك ردي علي طلبك
عمر واذا
قولتلك ان انا موصليش منك حاجق غير حاجات كلها مش مفهومة ندى انا فعلا محتاج اتكلم معاكي ومحتاج اكتر اني اسمعك
ظلت صامته تنظر امامها بعبوس
عمر انا هكون في مكتبي في الجرنال كمان ساعة يااريت تيجي ونتكلم
ندى بحنق هو حضرتك عايز مني ايه بس
عمر مش عايز غير وجودك في الجرنال كمان ساعة ومټخافيش غادة هتكون معاكي
تدخل ندى وغادة الجريده عندما رأهم عمر كنت متأكد انك هتيجي
ندى پغضب انا جيت بس عشان انهي الموضوع دة خالص واريح حضرتك واريح نفسي
عمر بهدوء ندى قبل اي حاجة لازم تسمعيني
ثم توجه لغادة بالحديث لو سمحتي يا غادة ممكن تستنينا هنا
دخل هو وندى للمكتب الداخلي وانتظرتهم غادة بالخارج ولم تبعد كثيرا عنهم
عمر ممكن تقعدي وتهدي وتسمعيني
ندى پغضب اتفضل قول عشان انا لازم امشي بسرعة
عمر بعد ان جلس مقابلها ندى انا عارف اني فاجئتك المرة اللي فاتت بس مش ممكن اكون ضايقتك لدرجة انك ټنهاري بالشكل دة انا عايز اعرف انا عملت ايه وصلك للحالة دى
بدءت تتجمع الدموع بعينيها ثانيتا يااريت حضرتك متشغلش بالك بيا خالص واذا كان هو دة اللي حضرتك عايزني فيه فأديك قولت اللي عندك وسبني امشي بقى
عمر بعصبيه ندى انا لازم اعرف في ايه وبتتهربي مني ليه ومش هو دة يا ستي اللي انا عايزك فيه لاء انا عايز اتجوزك وهاخد منك معاد دلوقتي حالا عشان اقابل باباكي
ندى بعصبيه مماثله قولتلك مش عايزة اتجوز هو ايه بالعافيه
عمر بترقب ليه
ندى پبكاء عشان مينفعش اتجوز اصلا وهعيش طول عمري لواحدي ومتسألنيش ليه
عمر بزهول ليه دة كله انا مش فاهم حاجة
ندى پبكاء هستيري مش مهم تفهم انا منفعكش ولا انفع اي حد استريحت سبني بقى وانساني خالص زي مأنا كمان بحاول انساك
ثم جلست بأنهيار تبكي بحړقة فهي لم تكن تتمنى سواه وعندما اعترف لها بأعجابه وحبه لها وانه يريد الزواج منها كانت لحظه بالنسبه لها توقف عندها الزمن ولكن كان للواقع رأي أخر اقترب منها عمر جالسا امامها على ركبتيه واردف بحنان ندى اهدي عشان خاطري انا حاسس ان اللي جواكي ليا ميقلش عن اللي جوايا ليكي بس مش فاهم ليه مينفعش
نظرت له ندى ودموعها تحجب عنها الرؤية استاذ عمر
عمر بحب عمر بس يا ندى احنا دلوقتي مش طالب واستاذ ولا ايه
نظرت له مطولا ثم اردفت مينفعش والله ما ينفع
عمر ليه يا ندى انا لازم افهم وساعتها انا اللي احدد اذا كان ينفع ولا لاء
ندى بدموع ليه عايز تكسرني قدامك كدة
عمر بزهول اكسرك ندى اتكلمي عشان انا كدة قلقت ودماغي هتروح في حتت مش كويسه
ندى ايه اللي انت بتقوله ده انا عمري ما عملت حاجة غل
قاطعها عمر دة اللي انا متأكدمنه بس كلامك يحير عشان كدة انا لازم اسمعك وافهم
ندى هقولك بس بعد مأقولك تسيبني امشي وياريت مشوفكش تاني ابدا وانا متأكدة انك بعدها انت اللي هتبقى مش عايز تشوفني
عمر بزهول للدرجادي
اطلقت ندى تنهيده ثم تابعت بۏجع كنت صغيرةسنة اختي الكبيرة توفت في حاډثة كنت متعلقة بيها جداا كنت بعتبرها أمي مش بس أختي لازم أنام في حضنها كل يوم كانت بتساعدني في كل حاجة في حياتي وانا احكيلها كل
حاجة بعد ۏفاتها جاتلي حالة نفسية صعبة جدا اتسببت في فقدان للنطق وقتها والدتي حالتها الصحية ساءت جدا وفي يوم ماما تعبت اوي كان بعد ۏفاة أختي بفترة صغيرة وكنت في اوضتي وكانوا دايما بيقفلوا عليا بابها بالمفتاح عشان يطمنوا أني مخرجش أدور عليها لاني وقتها مكنتش مصدقة أنها ماټت
أكملت پبكاء مرير في اليوم ده صحيت علي زعيق بابا وهو بيقول للجران حد يطلب لها دكتور بسرعة هتروح مني زي بنتي ما راحت قمت مڤزوعة حاولت أفتح الباب عشان أروح أشوف ماما و أطمن عليها حاولت أخبط علي الباب من الدوشة الي برة محدش سمعني حاولت أصرخ معرفتش صوتي مكنش طالع قعدت أخبط في كل مكان في الاوضة بشكل هستيري وأروح وأجي ومش عارفة أعمل أي عشان حد يحس بيا ويفتحلي عشان أروح أشوف ماما وأطمن عليها لكن بردو محدش سأل فيا وأحاول في صوتي بردو مش طالع لحد متعبت ووقعت علي الارض وفاجأة مشفتش قدامي غير شباك أوضتي وفتحته
وأجهشت هنا پبكاء يقطع نياط القلب ورميت نفسي منه وكنا وقتها قاعدين في شقه في الدور السابع و دخلت وقتها عمليات كتير أوي وعملت علاج طبيعي وكمان علاج نفسي لفترات كبيرة بعديها خرجت من المستشفي بعد معاناه ومعجزة من ربنا اني لسه عايشة وراجعه بيتنا تاني ومع الوقت وبشكل تدريجي رجعت زي الاول بعديها امي كانت كل أماتشوفني ټعيط وتاخدني في حضنها وتقولي ربنا هيعوضك وانا مكنتش فاهمه هي تقصد أي
ثم تابعت پبكاء شديد وقتها مستحملتش يا حبيبتي وماټت من قهرتها عليا أنا وأختي وقتها حالتي النفسية ساءت أوي وبابا ضطر ياخدني ويسافر وجينا علي هنا والايام عدت و السنين وكبرت وبقي بيجيلي ناس تتقدملي للجواز بس كان بيحصل حاجة غريبة الناس تيجي وتقعد ويبقوا فرحانين بيا اوي والامور ماشيه عادي لحد مابابا يخدهم علي جنب ويتكلم معاهم لمدة دقايق و بعديها القيهم بيبصولي بظرة حزن وشفقة ويقولولي كل شيء قسمة ونصيب و مشفهمش تاني مكنتش بسأل
يمكن كنت بتكسف اسال بابا هما مشيوا ليه لحد ما في مرة كان في شاب زميلي في الدراسة قالي انه معجب بياو انه بيحبني وفي يوم لقيته جايب والده ووالدته كانت فرحانه اوي
اطلقت تنهيده واكملت وتقول يازين ما اخترت يابني عروسة زي القمر وقتها بابا كان قاعد حزين وشارد ومش بيتكلم زي ما يكون اتعود وعارف أيه اللي هيحصل بعد كدة وكالعادة طلب من والده ووالدته انهم يتكلموا علي انفراد وبعديها بدقايق لقيتهم خارجين وبيبصولي نفس البصة اللي كنت قربت اتعود عليها واستأذنوا ومشيوا بعديها بيوم أتقابلنا كالعادة بحكم الدراسة وكدة لقيته بيتهرب مني مش عايز حتي يبص في عيني اتضايقت من طريقته واتجرءت ورحت سألته انت بتعمل كدة ليه لقيته بيقولي ربنا هيعوضك بحد غيري وان شأء الله تلاقي اللي يقبلك وانتي كدة بعديها رجعت البيت و انا منهارةمن العياط
فلاش باك
ندي بعصبيه لوالدها أنا عايزة أعرف ايه اللي بيحصل بالظبط وبتقول ايه عليا تخليهم يعملوا معايا كدة
حسين
محاولا تهدءتها أهدي بي يا حبيبتي وفهميني ايه اللي حصل
ندي پبكاء هستيري وعصبيه انا اللي عايزة افهم انت قولت ايه لاهل احمد امبارح عشان يمشوا بالشكل دة وهو النهاردة يقولي ربنا يرزقك باللي يقبلك وانتي كدة انا كدة ايه مالي
حسين وهو يجلس ويجلسها بجانبه انتي فعلا مبقتيش صغيرة ولازم تفهمي
كل حاجة
صمت قليلا فاردف ت هي پبكاء يقطع نياط القلب قولي يا بابا انا فيا ايه يخلي الناس تبعد عني كدة ويبصولي كدة
حسين بالم فاكرة ياندي لما وقعتي زمان من شباك اوضتك وانتي صغيرة
عودة من الفلاش باك
وقتها مكنتش قادرة استوعب اللي انا بسمعوه ومش عارفة انا عملت ايه عشان يجرالي كدة بس مع الوقت استوعبت وبقي اي حد يقولي معجب او عايز اتقدم اتهرب منه بالذوق واقوله مبفكرش في الجواز دلوقت واتهرب انا قبل ما هما يتهربوا مني بالشكل دة
ثم اكملت بتنهيدة وعرفت اني هبقى لواحدي علطول مليش حد غير بابا وعارفه انه لا قدر الله لو جراله حاجه هبقى لواحدي وهكمل لواحدي
نظرت له وجدته ينظر لها بزهول ممزوج بحزن ودموع تظهر بعينيه لكنها تأبى النزول وكأن الكلام وقع عليه كوقوع الصخره على عاتقيه
ندى وهي تمسح دموعها المغرقه وجهها بكفيها بس هي دي كل حاجه عرفت بقى انه فعلا مينفعش ماهو محدش هيتجوز واحدة عارف ومتأكد قبل اي حاجه انها عمرها ماهتبقى ام وعمرها ما هتجيبله اطفال صدقني انا خلاص بقيت عارفه وراضيه اني هكمل حياتي لواحدي من غير زوج ولا اولاد ولا عيله زي اي بنت
ثم تابعت ببتسامه من بين دموعها بس الحمد لله اكيد ربنا له حكمه في كدة وانا مش زعلانه عشان خلاص بطلت ازعل
ثم نظرت له واكملت
متابعة القراءة