رواية نصف أنثى بقلم رانيا أبو خديجة

موقع أيام نيوز

لحد مأنت ظهرت وبدءت احس من ناحيتك بحاجات مكنش ينفع من الاول اني احس بيها اتجاه اي حد
اردفت برجاء انساني يأستاذ عمر انساني خالص عشان انا منفعش لا ليك ولا لحد وانا كمان مع الوقت هنساك وانا عارفه كويس ان حضرتك اللي هتطلب انك متشوفش وشي تاني وانا بوعدك بده 
ثم همت بالقيام من جلستها واردفت عن اذن حضرتك 
وخرجت من المكتب وتركته في حاله من الصدمه والزهول من ما سمعه وكل ما يدور بذهنه كيف لانسانه مثلها تعيش كل هذه المعاناه والالم ايعقل ان كل هذه الرقه الروح المرحه تحمل بداخلها كل هذه الصدمات كيف تحملت كل هذا بمفردها دون احد بجانبها حتى والدها مسكين كان بحاجه لمن يواسيه كل هذا الالم والۏجع ظهر بملا محها وعينيها وهي تحكي وتبكي بينما ماذا كانت حالتها وقتها وضع راسه بين كفيه واغمض عينيه پألم 
بينما هي فخرجت من مكتبه وجدت صديقتها تقف بالقرب من بابا المكتب ولكن ندى لم ترى وجه صديقتها من كثرة دموعها التي ټغرق وجهها نعم سمعت غادة كل ما دار بينها وبين عمر فأخذتها بين احضانها وظلت تبكي وتبث لها بكلمات حنونه وعطوفه وايضا تشجيعيه بأنها لم ينقصها شئ وانها اجمل فتاه واجمل صديقه لهاثم اخذتها وخرجوا سويا وبعد قليل وصلت ندى منزلها وكان والدها يجلس بمدخل المنزل ينتظرها فتحت باب المنزل فرأها والدها بتلك الحالة فأرتمت بين احضانه لعلها تهدئ من اجيج النيران التي تشتعل بداخل صدرها ولعلها تداوي بعضا من الامها 
حسين وهو يربط على ظهرها بحنان مالك يا حبيبتي قوليلي فيكي ايه انا حاسس انك مش طبيعيه بقالك فترة مالك قوليلي فيكي ايه
ندى پبكاء حارق والله يا بابا كنت راضيه ومش معترضه ومتحمله لحد ما هو ظهر ساعتها بس بقيت بقول ليه اشمعنى انا 
حسين وقد فهم ما تود قوله طب اهدي اهدي يا بنتي
تنهد ثم اردف انا كدة فهمت كل حاجه وفهمت حالك مقلوب ليه
بقالك فترة 
اخذ يهدئ من روعها ويبث لها ببعض الكلمات المطمئنة حتى هدءت ونامت بين زراعيه وتركته يفكر وبداخله حزن على ابنته الوحيدة 
يتبع
رواية نصف أنثى للكاتبة رانيا أبو خديجة الفصل الرابع
ظلت بمنزلها قرابة اربع اسابيع تذهب لجامعتها فقط عند الضرورة بينما هو فظل يفكر بكل ما سمعه منها هل يستطيع تدارك كل ما سمعه منها هل يستطيع العيش طوال حياته دون عائله هل يستطيع التخلي عن ان يكون اب والسؤال الذي يدور برأسه بألحاح هل لو هو تقبل هذا الامر هل والداه يتقبلاه
ظل حبيس غرفته وتمر الأيام والاسابيع وهو على هذا الحال لم يستطع الفرار منه فعندما يتوصل بأنه سوف يتقبل الامر من اجلها يعود به تفكيره من شأن فطرته ورغبته في تكوين عائله بها اولاد وبعد عمر احفاد 
ولم يخلو تفكيره من والديه فهما دوما يحثونه على الزواج من اجل رؤية احفادهم وعندما يصل به تفكيره بعد تلك الدوامة بأن عليه نسيانها يشعر بالاختناق فمجرد فكرة انه لم يراها مجددا وانه يتخلى عنها لهذا السبب الخارج عن ارادتها يشعر بالحزن وقلة الحيله 
داخل منزل ندى جاءت لها ابنة خالتها لتدعيها للوقوف بجانبها يوم خطبتها 
ندى بود طبعا يا هبه دانتي أختي وانتي عارفة كدة كويس 
ثم تابعت رغم اني مبحبش حضور المناسبات اللي زي دى بس عشان خاطرك انتي بس هاجي 
هبه حبيبتي يا ندى ربنا مايحرمنيش منك
ثم اردفت بتأثر انتي عارفه معنديش اخوات ولا حتى صحاب قوي يعني واتمنى انك تقفي جنبي في اليوم ده وتكوني ليا أختي وتقفي معايا طول الخطوبه 
ندى خلاص اتفقنا ان شاء الله هكون عندك من اول اليوم بس انتي مش عايزة حاجة اجبهالك معايا وانا جايه 
هبه بود مماثل سلامتك يا ندى عايزة بس وجودك جنبي في اليوم دة 
ندى ان شاء الله صحيح انتي قولتيلي اسم خطيبك ايه
بمنزل عمر بغرفته
عمر بتزمر يأبني والله ما فايق انا للحوارات دي
يوسف يعني انت عايز تسيب صاحب عمرك في يوم زي دة لواحدة 
والله يا يوسف انت عارف قد ايه انا فرحانلك بس والله ما قادر انا حتى مش قادر انزل من باب الشقه 
طب واخرتها يا عمر هتفضل عازل نفسك كدة وسايب شغلك وسايب أهلك قلقانين عليك وعلي حالتك دي لحد أمتي خلاص بقي أنساها وعيش حياتك وبكرة ياما هتشوف وهتقابل 
عمر بحزن مش قادر طول الوقت بفكر فيها بفكر هي عملت أيه بعد اخر مقابلة ما بينا وحالتها ايه ولو انا اتخليت عنها وسبتها هيبقي مصيرها أيه الوحدة فعلا ولا هييجي اليوم اللي تقابل في اللي يقبلها ويحبها ويقدر علي اللي انا مش قادر عليه اما ده بييجي في بالي و احس انها ممكن تكون من نصيب حد غيري ببقي عايز أروح اتقدم لها دلوقتي حالا و مفكرش في اي حاجة بعد كدة
أكمل بۏجع انا مش عارف اعمل ايه انا تعبان اوي يايوسف 
يوسف مش هينفع يا عمر انت عارف كويس انه مش هينفع ولو انت رضيت بكدة اهلك مش هيرضوا وعمرهم ما هيوافقوا 
عمر بتعب ما هو ده اللي دايما بيتعبني اني مش هقدر اواجه ابويا وأمي بحاجة زي دي
يوسف بمرح طب بقولك ايه ماتخرج بقى من دور الكأبه دة وتيجي بقى خطوبتي والله محتاجك جانبي يا صاحبي طب عشان خاطر المجدعة اللي ما بينا 
عمر بنفاذ صبر هحاول يا يوسف بقالك ساعة على دماغي وانا اصلا مش ناقصك ومش طايقك 
يوسف ببتسامه سمجه حبيبي 
يوم الخطبة داخل قاعة من قاعات القاهرة يقام حفل خطبة يوسف وهبة وكانت الاجواء مليئه بالمرح والصخب والنغمات الفرحة وبدء المدعويين يوجهوا التهاني للخطيبين بينما ندى فكانت تجلس بجانب والدها على طاوله قريبه بعض الشئ من مكان جلوس العروسين ويجلس معهم خالتها وزوجها وباقي اقاربها 
وعند دخول عمر للقاعة فقد قرر الذهاب من اجل صديقه وعزم على انه يقوم بالمباركه له والمكوث لدقائق ثم يعود لمنزله بل لغرفته التي اصبحت وكره الحزين 
نادت هبه على ندى وقامت بالاشاره لها بيدها لتتقدم منها ندى 
ندى بعد ان وصلت بجانبها عايزة حاجه
هبه بهمس لها بأذنها حتى تسمعها خليكي جنبي يا ندى الله يخليكي انا متوترة قوي لحد حتى اما أخد كدة عالجو والناس تبطل تيجي تهنينا 
ندى حاضر انا جنبك اهو وبعدين ايه اللي موترك بس ما خطيبك قاعد اهو باشا في نفسه كدة
همت هبه بالرد عليها ولكن قاطعها مجئ عمر مصافحا ليوسف وعندما الټفت و رأى ندى وقف مصډوما ينظر لها في تمعن أهي ندى ام عيناه هي التي تتمني رؤيتها فيخيل له
يااااه! كم اشتاقت عيناه لرؤيتها وقف ينظر اليها عدت لحظات في صمت غير مصدق اهي ام انه يتخيلها امامه فمنذ لقائهم الاخير الحزين وهو يتمنى في كل دقيقه رؤيتها 
بينما هي فكانت تتحدث مع هبة وفاجأه لاحظت شخص يأتي من الجهه الاخرى ليصافح يوسف ولكنها فاجأه وقفت متسمره بمكانها عند تأكدها لهيئته فابالتأكيد هو الذي يقف امامها ينظر لها بعيون مشتاقه لرؤيتها كما حالها ايضا فظلت تنظر له بشتياق لرؤيته وتتمنى تلك اللحظه يتوقف عندها الزمن وتظل تنظر له ولكنها فاقت من شرودها به على صوت يوسف 
يوسف ايه يأبني مالك متنح كدة ليه!
ثم اردف ببتسامه خليني اعرفك بهبة خاطيبتي وحبيبتي وروحي كمان 
هبه بهمس خجول يوسف انا مكسوفه لواحدي فا من فضلك بس 
وجه نظره لصديقه وجده مازال على حالته
يوسف وهو ينظر لعمر يأبني روحت فين بقولك هبة
عمر بعد ان تدارك نفسه اه أسف
ثم تابع بأبتسامه وهو يصافحها الف مبروك ياانسه هبه
هبه بود شكرا
يأستاذ عمر الله يبارك فيك
ثم نظرت لندى الواقفه بصمت اه اعرفك ندى بنت خالتي واكتر من أختي 
عمر وهو ينظر لندى بأشتياق ويقترب منها ليصافحها ثم اردف بصوت هامس محب ازيك يا ندى
ندى بأرتباك وتوتر من رؤيته وقربه المفاجئ لها الحمد لله ازي حضرتك يأستاذ عمر
عمر بصوت خاڤت وهو يتأملها بهيام بقيت كويس لما شوفتك 
يوسف بأندهاش انتوا تعرفوا بعض!
عمر وهو ينظر اليها وعلى وجه ابتسامه سعيده لرؤيتها
دي ندى طالبه عندي في الجرنال واحلى واحده فيه كمان 
ندى بأرتباك وتلعثم ده استاذ عمر استاذي وصاحب الجرنال اللي كنت بدرب فيه 
يوسف بمكر كنتي يعني ايه يا ندى!
ندى بتلعثم اصل سيبت الجرنال من فترة طب بعد اذنكم هاروح اشوف بابا 
بعد رحيل ندى المرتبك همس يوسف لعمر الذي مازال ينظر بأتجاهها حتى جلوسها بجانب والدها
هي دي مش كدة
عمر بتنهيده ومازال نظره مصوب عليها أيوا هي
يوسف لعمر حالتك اتبدلت بعد ما شفتها 
عمر ومازال ينظر بأتجاهها لسه مش مصدق اني شفتها تاني
ثم الټفت له واردف بجديه اسيبك انا بقى عشا ن اكيد في ناس عايزة تيجي تباركلك 
تركه وتوجه لمكان مجلسها هي ووالدها وكانت هي تفرك يديها بتوتر بادي على ملامحها من نظراته المصلته عليها واستنتجت ان حديثه مع صديقه بالتأكيد عليها
وفاجأه قبض قلبها من جديد من رؤيته يتقدم متوجها حيث تجلس هي ووالدها
عمر بحنان بعد ان وقف امامها عاملة ايه يا ندى طمنيني عليكي 
ندى بعد ان وقفت مقابله ولكنها تنظر اتجاه والدها بأرتباك
الحمد لله كويسه
عمر بعد ان لاحظ ارتباكها ونظرها لوالدها مش هتعرفيني على والدك
ندى بتوتر اه استاذ عمر يا بابا دة استاذي وصاحب الجريدة اللي كنت بدرب فيها 
حسين وهو يصافحه بود اهلا وسهلا
عمر ببتسامه اهلا وسهلا بحضرتك
ثم اكمل وهو ينظر لندى ندى كانت اشطر واحدة عندي في الجروب حقيقي الجرنال افتقدها لما سابته 
حسين والله يأبني قولها هي بتقول انها مكتفيه بالكليه والمذاكرة 
ندى بتوتر طب بعد اذنكم هشوف هبه عايزة ايه
ظل عمر يتحدث مع والدها قليلاثم جلس على الطاوله التي يجلس بها والد يوسف ووالدته وخالته وابنها فجلس معهم وظل نظره على من تقف بجانب هبه تتحدث اليها قليلا او تساعدها في شيئ ما فقطع شرودة بها والنظر اليها
صوت من يجلس بجانبه ماما هي مين اللي واقفه جنب عروسة يوسف دي
وكان يشاور لوالدته بأتجاه ندى 
هند والدته دي ندى صاحبة هبة وبنت خالتها
ثم تابعت ببتسامه متسعه ايه عجباك
جلال وهو ينظر لندى بهيام اووي يا ماما الصراحه عجباني اوووي
هند خلاص يا حبيبي استناني بس بعد الخطوبه وانا أجبلك قرارها واخطبهالك كمان 
ثم تابعت ببتسامه متسعه وهي تنظر لندى ان جيت للحق هي زي القمر وتليق
بيك بصحيح 
بعد سماعة لتلك المحادثه بأكملها وقد رأى نظرات جلال لندى فكان يشعر بنيران تشتعل بداخل صدره وتشتعل اكثر واكثر كلما اكملوا حديثهم وكأن كلماتهم كانت بمثابة البنزين الذي يساعد على اشتعال النيران بداخله وكانت
تم نسخ الرابط