رواية زوجة ولد الأبالسة بقلم هدى زايد
المحتويات
و جدها فارغة اتجه نحو الفراش الوثير
جذب الخطاب و قرأ ما كتبته لقد هربت و لن تعود للبيت ثانية كور عمر الورقة في قبضته
هرع نحو باب البيت استقل سيارته حاول أن يجدها و هو يمني نفسه بأنها لم تستطع الوصول لمحطة القطار لم يكن يدري أنها استقلت الرحلة المتجهة للقاهرة منذ ساعة و أكثر .
وصل إلى محطة القطار و علم أن الرحلة السابقة تحركت منذ أكثر من ساعة هذا يعني
حلته ليخرج هاتفه ضغط على زر الإتصال
انتظر ردها لكنها لم تجيب كرر اتصاله مرة أخرى قامت بالرد عليه و بداخلها يحثها أنه يريد أن يعرف أين هي ليصل إليها قررت أن تعطي له فرصة أخيرة عله يستطيع الوصول إليها ضغطت على زر الإجابة قبل أن ترد وجدته يتحدث بعصبية شديدة و يتوعد لها
شاحت بوجهها تجاه النافذة تشاهد الطريق
تعرف أن ما فعلته يعني ق طع
آخر خيط بينها و بين عمر حتي جدها الذي يد للها و يعطي لها المال بكثرة لن يعود ذاك الجد.
على الجانب الآخر و تحديدا في منزل فؤاد القصاص كانت زوجته الثانية جالسة على المقعد حذاء زوجها تتناقش معه حول أمر خديجة و زواجها من بشار بينما كان زوجها لا يريد النقاش في الأمر
من الأساس يرفض هذه الزيجة رفضا باتا حتى و إن كان يريد أن يضحي بمكانته وسط المجتمع الذي جائه بشق الأنفس.
لا مش هاچوز بتي ل ولد الابالسه ديه ديه ملعوب منيهم عشان يضغطوا علي أني خابر الاعيبه و الا عيب چده ديه زين
تأففت زوجته من إصراره العجيب و تعنته الشديد
الا عيب إيه بس يا فؤاد يا حبيبي !! الموضوع و ما في إنه هو عاوز يمد العلاقات بينا للنسب مش أكتر
رد فؤاد بعصبية مفرطة قائلا
ريداني ابيع بتي إياك الله في سماه ما حصلت و لا هايحصل طول ما أني على وش الدنيا ديه
طب إيه رأيك لو نطلب احنا كمان حد من بناته لابنك خالد
نظر لها نظرة يائسة منها و من تفكيرها العقيم بينما ردت هي بعصبية واضحة
ما هو أنت تعمل حسابك إنك مستحيل تتنازل عن عضوية المجلس لو إيه اللي حصل أنا عملت المسحتيل عشلن نوصل للمكانة دي ما تجيش أنت بعد السنين دي كلها و تقول بكل ببرودة أعصاب لأ مش هاينفع !!!
تنهد فؤاد بعمق ثم قال بنبرة هادئة عن ذي قبل
عاوزاني اروح ل ولدي و اجل له أنا ها چوزك !
ديه أني مارديش اجول ك ده مع البت ها عملها مع الواد و هو بقى راچل ملو هدومه !!
كانت زوجة فؤاد تجوب الغرفة ذهابا إيابا تفكر في حلا يرضي جميع الأطراف كلما طرقت بابا اوصده زوجها في وجهها لم يعد أمامها سوى أن تتضحي بابنها ليتزوج من ابنة عائلة الدهشوري رغم تعنتها الشديد حين عرض عليها زين من قبل
قررت أن توافق عله يوافق جلست مرة أخرى على المقعد حذاء زوجها و قالت بهدوء
زين ابنك كان عاوز يتجوز بنت من بنات الدهشوري و أنا كنت رافضة بس بما إن مافيش قدمنا حل تاني يبقى أنا موافقة
هدر فؤاد بعصبية قائلا
هو أنت خلاص مبجاش عنيدك حل غير الچواز !!
ردت على سؤاله بسؤالا آخر قائلة
عندك أنت حل غيره !
ايوه بلاها منيها الدورة ديه من أساس....
قاطعته زوجته قائلة بعصبية
لو فاهم إنك لو اتنازلت عنها المرة دي هتشوفها تاني تبقى بتحلم بشار اللي أنت بتقول عليه ولد الابالسه دا مستحيل يسبهالك عشان كدا ماعنديش أدنى استعداد إني اتنازل عن العضوية دي و لو إيه اللي حصل
تابعت حديثها قائلة
ياريت تهدأ كدا و تعرف أني بفكر ل مصلحتك قبل أي حاجة
سيطرة تلك الأفعى على فؤاد بكلماتها المعسولة طالعها بنظرات تنم عن قلة الحيلة و تشتته في جمع حبل أفكاره تنهد ثم قال بتساؤل قائلا
ولدك رايد مين من بنات الدهشوري وچيدة و لا حسنة
ردت بنبرة تلمؤها السخرية و هي تقول
ملقتش إلا العرجة دي و اديها لإبني طبعا لا
ابني عاوز حسنة
تابعت بنبرة مخټنقة من تلك الحرباء التي خطفت عقل ابنها من النظرة الأولى حين رأها في مزرعة جدها.
هي صحيح لا مستوى و لا جمال بس أنا هاعرف ازاي ارفع من مستواها و اخليها تعرف
تتعامل مع الطبقات الاستقراطية .
ارتسمت إبتسامة ساخرة على ثغر فؤاد قائلا
خلاص وافج چدها و ناجصنا بس كيف تعلميها تبجى الطبقات
اكتفت زوجته بإبتسامة جانبية تخبره عن ثقة امرأة تعرف كيف تتحدث و متى ارتشفت قهوتها في هدوء تام تخطط كيف تحصل على أكبر قدر من الإفادة لديها إن اخبرت ابنها بموافقتها على هذه الزيجة.
في منزل والدة خديجة
كانت جالسة تستمع لإبنتها التي على ما يبدو أنها فقدت عقلها كيف يمكنها أن تخبرها بأن قلبها يميل لذاك الإبليس الم ع لون صړخت و رفضت الزيجة و لأول مرة توافق زوجها منذ فترة طويلة في قراره لم تكن تعلم خديجة ما دار داخل مكتب عمر بالمزرعة أثناء زيارتها الأخيرة ذلة لساة من والدتها كشفت لها حدث
و على إثره تعلقت خديجة بهذا الأمل لكن فرحتها لم تدوم طويلا و قرر والديها إعلان رفضتهما التام لهذه الزيجة جلست على حافة الفراش طالبة من والدتها أن تعطيها سببا كافية لهذا التعنت الشديد
لكن والدتها ترضي فضولها بل زادته و تصاعد عنان السماء حين قالت بإصرار شديد
لا يعني لا و الله لو ولد الأبالسه ديه آخر راچل في الدنيا و ها تفضلي من غير چواز يبجى افضلي كده احسن
ردت خديجة بعصبية مكتومة و هي تقف عن حافة الفراش آخذة الغرفة ذهابا إيابا
نفسي أعرف ليه كلكم مصممين إن بشار شخص مش كويس و رافضينه
تابعت بنيرة مغتاظة قائلة
طب لما هو مش كويسة زي ما الكل بيقول ليه في بين بابا و بينه مصالحة مشتركة بملايين مش جنيه و لا اتنين !
تنهدت والدة خديجة و هي تنظر لإبنتها نظرات يائسة تعلن من خلالها عن فشلعا الذريع في إقناع ابنتها بالتنازل عن بشار الدهشوري ك شريك لها في حياتها القادمة .
دام الصمت ل ثلاثة دقائق كاملة قبل أن تكرر تلك المسكينة سؤالها على والدتها التي رفضت أن تخبرها ما تعرفه.
غادرت والدة خديجة غرفة ابنتها تاركة إياها في حالة يرثى لها هل فقدت الأمل في أن تجتمع مع الشريك العمر لا تعرف لكن الشئ الوحيد الذي تعرفه هو أنها لن تتنازل عن أحد أهدافها في الحياة أي بشار الدهشوري هو أكبر اهدافها .
نظرت نظرة سريعة على الهاتف الموضوع أعلى الكومود وجدت أسمه ينعكس على شاشة هاتفها لم يهدأ منذ الصباح الباكر يريد أن يعر ض عليها ما حدش و يتناقش معها كما يفعل دائما تنهد بعمق لا تعرف لماذا تشعر بالحيرة الآن انقطع صوت رنين الهاتف.
شاحت بيدها بتأفف و هي تسب نفسها مرة و تعلن حالها الف مرة.
عاد عمر مكنس الرأس يجر خلفه خيبات الأمل لا يعرف ماذا يفعل ل بيفعل الهدوء الذي يتظاهر به يتناقض تماما مع ني ر ان الغي ظ و الغ ضب التي تتأجج داخله كان
يمني نفسه أن يكون جده نائما حتى لا يرأه
و هو بهذه الحالة ما أن و طأ قدمه داخل البيت وجد جده يهدر بصوته الغ ا ضب بكلمات لاذعة يسبه من خلا لها ظنا منه أنه ساعدها على ال هرب حاول أن يبرر له اخطائها لكن الجد كان يبادله ذات النظرات الغاضبة التي ينظرها عمر تركه الجد حسان
دون أن يستمع ل باقي حديثه سار تجاه السيارة و هو يهتف بصوته الجهوري على بشار
الذي كان يجلس في حديقة المنزل وثب عن
المقعد متجها نحو العائلة سأل عن سبب تجمعهم في هذا الوقت المتأخر من الليل أمره أن ييذهب معه ل القاهرة الآن عندما سأله عمر عن سبب الذهاب أجابه الجد حسان قائلا
خلص دورك لحد اهني يا داكتور عمر الباجي اني ها عمله لحالي
استقل الجد حسان السيارة على المقعد المجاور لمقعد القيادة في انتظار حفيده الذي صعد ليبدل ملابسه صعد عمر على الفور ليخبر بن عمه عن كل شئ حتى يخبره بكل خطوة يخطوها أو يحاول مساعدة حسنة.
خرج بشار أخيرا بسيارته من منزل العائلة متجها للطريق الصحراوي المؤدي إلى القاهرة
دام الصمت ما يقارب الثلاث ساعات صف بشار سيارته عند المقهى و قال بهدوء
ادلى يا چدي نشربوا حاچة الطريج لساته طو يل
ترجل الجد دون أن ينبث ببنت شفه جلس على المقعد في انتظار النادل بأن يأتي بالقهوة
المرة خاصته بعد مرور عدة لحظات تابع فيها بشار شرود الجد و هدوئه المريب قرر أن يقاطعه حتى يعرف ما الذي ينوي فعله فرغ فاه بشار لكن التزم الصمت حين أشار الجد له بالصمت التام ضغط على زر الفتح و هو يقول بنبرة جامدة
اهلاين يا يا سيادة النايب
كان بشار ينظر لجدته الذي لم يبرح نظرات حفيده الزائغة حين أردف اسم حبيبته لاحت إبتسامة خبيثة على جانب شفاه الجد رد على الجهة الأخرى و قال بهدوء مريب اعتاد عليه بشار و كل من يعامل الجد في مثل هذه المواقف ضغط على زر السماعة الخارجية و قال و هو ينظر لحفيده
جول جلت إيه تاني يا سيادة النايب عشان الصوت موصلش زين
رد فؤاد القصاص بهدوء مكررا كلماته قائلا
جلت إن كنت رايد خديچة ل بشار ولدي رايد حسنة بت ابنك يا حاچ
الفصل الثا لث
لاحت إبتسامة خبيثة على جانب شفاه الجد رد على الجهة الأخرى و قال بهدوء مريب
اعتاد عليه بشار و كل من يعامل الجد
متابعة القراءة