رواية القديمة تحلى بقلم نرمين محمود

موقع أيام نيوز


من مكانها حتى تغادر الى شقتها ولكنها توقفت مكانها وابتسمت باتساع عندما سمعت صوت الباب وهو يحاول فتحه ...
تجمد عابد بمكانه عندما شاهدها لاول مرة منذ زواجه بها تبتسم له..بدت وكأنها تنتظره ...شرد بخياله بعيدا الى احدي امانيه عندما شاهدها لاول مرة فى خطبة ابنة عمها سيلين...عاش معها بخياله ..تخيلها وهى تنتظره بإحدي ابتساماتها التى تسلب لبه بدون شك عند عودته من العمل...ولكن جميع امانيه وما بخياله تبخر عندما...

هتفضل واقف عند الباب كتير كده ..
استعاد رباطة جأشه وعادت الجدية الى ملامحه ثم قال...
لا ابدا...اكيد هدخل يعني بس اتفاجئت كده فكرتك مثلا مستنياني ..
وحشتني اوي يا حبيبي ..كده كده يا عابد يومين بحالهم مشوفكش يا ابني...
هو انا مش قايل متنزليش هنا الا لما تقوليلي..كلامي مبيتسمعش ليه ..
سارعت والدته بالرد وهى تربت على كتفه قائلة بنبرة مدافعة...
لا يا حبيبي مش ذنبها...انا كلمتها قولتلها انى تعبانة انت عارف السكر بقي على عليا فجأة كده واتصلت بيها عشان تلحقني لكن هي متقدرش تكسر كلمتك طبعا...
عابد بلهفة...
انت كويسة دلوقتي يا امي ولا تروحي لدكتور...
ردت والدته مطمئنة اياه..
لا يا حبيبي تسلملي انا تمام تمارا الله يباركلها لحقتني بالعلاج...تعالى بقي اتعشي معانا..
انتهيا من تناول العشاء الذي اعدته تمارا فى دقائق وجلسا سويا لبعض الوقت وبعدها نهضت والدته من مكانها وهى تقول اليهم وتشير الى باب المنزل...
يلا يا حبيبي خد مراتك واطلع شقتك انا خلاص هدخل انام مع حبايبي...تصبحوا على خير..
عابدتمارا...
وانت من اهل الخير يا امي...
لم يستطع عابد مجادلة والدته بشأن صعوده الى منزله فهي لا تعلم شيئا عما قالته تمارا بذلك اليوم لذلك فعل ما طلبته والدته بصمت تام وتبعته هي بسكون..
بالشقة ..دلف عابد الى غرفة اطفاله واستعد للنوم بها حتى يذهب صباحا الى العمل ...بعد قليل دلفت اليه تمارا بعد ان دقت على الباب تنتظر اذن الدخول..
ياااه ...بتقدري الوقت صح اوي استنيتي لما غيرت هدومي وبعدين ډخلتي...المهم خير..
شبكت كفيها ببعضهما دلالة على توترها وقالت..
كنت عاوزة استأذنك انى اروح النادي مع زمزم...
قطب عابد جبينه قليلا ثم هتف باستغراب...
نادي!!...ده من امتي اصلا ..وعاوزة تروحي ليه..
عادي..انا بفضل قاعدة هنا الساعة وانت مبترضاش انى اخرج الا معاك لما تكون موجود...لكن زمزم عمو قدري مبيخرجهاش الا بالحراسة عشان لو حصل حاجة لاقدر الله..
اممم...ف انت شوفتي انها فرصة كويسة خصوصا ان مش هيبقي فيه مبرر لرفضي..
اسرعت تمارا تقول بلهفة..
لا..لا والله مش قصدى...انت تقدر تقولي لا بكل سهولة ومش لازم تقول اسباب كمان...بس انا فعلا لاقيتها فرصة كويسة خصوصا انى مبروحش لزمزم وده هيبقي تعويض..وكمان العيال مش هقدر اسيبهم لطنط ف قولت النادى فرصة...
ابتسم عابد بخفة وتمدد على الفراش قائلا..
ماشي يا تمارا...وخدي الكريديت بتاعتك م المحفظة ...يلا خدي الباب ف ايدك...
نظرلها عابد وهى تعطيه ظهرها بنظرات ممزوجة بالاحباط...خيبة الامل..الخذلان ...الۏجع...ف ابتسامتها وهدوءها ورقتها معه اليوم لم تكن نابعة من داخلها ...كانت فقط مجرد واجهة لما ستطلبه منه ولذلك اقتضي ذلك توفيرها الراحة للزبون حتي تصل الى مرادها وما تريده...
تنهد بۏجع وخيبة ورفع الغطاء عليه واغمض عيناه حتي يستدعي النوم الى جفنيه...
اقتربت منها سيلين وهى تنظر للملابس الملقاة ارضا بذهول قائلة...
ايه ده كله يا زمزم ...مطلعاهم كلهم كده ليه..
غرست زمزم اصابعها بخصلاتها البرتقالية وهتفت بنزق وملامح منزعجة...
مش عارفة البس ايه وانا راحة عند ياسر...زهقت ف نزلتهم كلهم...
ضحكت سيلين بقوة حتى ادمعت عيناها وهى تنظر الى تلك الطفلة الحانقة امامها ثم تقدمت منها وجلست بالارض...
ما لازم طبعا متبقيش عارفة..انت اصلا هدومك كلها قديمة ..مكنتيش بتجيبي لبس اساسا...
زمزم بحيرة..
طب اعمل ايه..
رفعت سيلين احدي حاجبيها بتفكير ثوان واصدرت صوتا بإصبعيها وهتفت..
لقيتها..شوفي يا ستي فاضل ع معادك ساعتين بحالهم ايه رأيك تنزلي معايا نروح نجبلك طقم محترم كده تروحي بيه..
اعجبتها الفكرة وتحمست كثيرا ثم عادت ملامحها الى التجهم وهتفت...
بس الحاجات ديه مين هيشيلها كده هتأخر..
قاالتها وهى
تشير الى الملابس الملقاة ارضا...جذبتها سيلين من ذراعها وهى تقول..
سيبك من ده كله دلوقتي هبعت سمر عشان تشيل ده كله واحنا نخرج...ها يلا بقي ولا ايه ..
اومأت زمزم بسعادة وذهبت حتى ترتدي ملابسها...
بغرفة وقاص وزوجته المصون ...كانت شيما تذرع الغرفة ذهابا وايابا بضيق وملامح غاضبة وامامها يجلس وقاص ينفخ بنزق ثم هتف اخيرا بحدة...
م تقعدي على حيلك بقي خيلتيني...
مش هقعد ...مش هقعد الا لما اعرف السبب العظيم اللى مخليك مش راضي تعملي حفلة عيد ميلادي هنا ف الفيلا...ايه قليلة مينفعش اظهر قدام رجال الاعمال والمناصب اللى تعرفوها ..
صاح بها پغضب وصوت مرتفع...
يووووه بقي مش هنخلص ولا ايه...انت مش صغيرة عشان اعملك عيد ميلاد...وبعدين مش لازم الناس كلها تحضر الحفلة كان ممكن تكون الحفلة ديه special ...لينا احنا وبس...
صړخت بعند وڠضب...
وانا مش عاوزاها special..انا من ساعة م جيت هنا وانا مبخرجش معاك اروح لقرايبك حتي ولا حد من معارفكو بييجي هنا ولا قولت لحد انك متجوز اصلا...الحفلة ديه هتبقي فرصة ليا ...وبصراحة رفضك ده مش مريح ...
غرس اصابعه الطويلة بخصلات شعره بقوة وابتسم بغيظ محاولا اقناعها...
يا شيما...يا حببتي انا مبحبش جو الحفلات ده اصلا وده اللي خلاني أعجب ليكي ...الحفلات ديه والجو ده كله بلاستيك وشوش منافقة هييجوا للمجاملات وبس...
لم تقتنع بل لم يزيدها كلامه الا عنادا فوق عنادها..
_ اديك قولت مجاملات وده اللي انا عاوزاه ...عاوزة الكل يعرف اني بقيت مراتك الاولي والأخيرة ..
زفر بضيق شديد وهتف بنزق واضح بصوته...
_ طيب يا حببتي...هعملك الحفلة هنا ...
بالغرفة الموجودة بها زهرة...كانت لا تزال تصرخ بسبب الم رأسها الذي يتضاعف اكثر واكثر خاصة مع صړاخها المستمر ...بعد مرور بضعة دقائق خارت قواها وجلست بأحد اركان الغرفة تضم قدميها الى صدرها وحولها خصلاتها الهائجة المشعثة ...انتهت من الصړاخ وتفرغت للبكاء ولاحت ذكري عمرها اربعة اشهر فقط الى ذهنها...
عودة الى وقت سابق...
عاوز مراته...والحراسة عاوزهم مصابين...محدش ييجي جنبهم لموا التليفونات وامنولي المكان جوة...
عادت تلتقط الهاتف الذي سقط منها واتصلت به حتى ينقذها من براثن ذلك الذئب بالخارج..رد عليها ناير پغضب الجمها ...
ايه..ايه..اتصالات اتصالات عندي شغل..مبتفهميش..مش فاضي يا زهرة ..لو سمحتى اقفلي وانا هقفل التليفون خالص لاني عارف ان ايدك هتاكلك وهتتصلي تاني بردوا ...
واغلق الخط دون ان يتيح لها الفرصة للحديث ...عادت زهرة تهاتفه من جديد قبل ان ينفذ تهديده ويغلق الخط ولكن يبدو انها تأخرت فقد اغلقه بالفعل...
انتفضت فى مكانها عندما سمعت صوت الباب واحدهم يحاول فتحه ويفسح المكان لذلك الرجل الشبيه بشعار ميشلان..
اقترب منها الرجل وابتسم باتساع مظهرا اسنانه الصفراء بفعل النيكوتين ..ابتسامة اثارت التقزز فى نفسها جذبها من ذراعها وخرج من الغرفة لتبدأ رحلة عڈابها ....
الفصل الثامن.....
صباح اليوم التالى ...كانت تمارا تقف امام المرأة تحاول وضع عدستها اللاصقة حتى تداري بها لون عيناها غافلة عن ذلك الذي يقف مستندا على اطار الباب يراقف خلجاتها بشغف لم يستطع اخفاءه ..ولن يستطع البوح به امامها..تافأفت بضيق راحت تستغفر بصوت مسموع عندما فشلت لأكثر من مرة فى ارتدائها ..اقترب منها عابد ووقف خلفها وهتف..
طب بتلبسيها ليه اصلا..انا اعرف ان البنات بتلبسها عشان تغير لون عنيها من البني للازرق او الاخضر انت عاوزة تداريها وتخليها بني...
رفعت كتفيها بلامبالاة وهتفت..
انا مبحبش اخرج بيها ..بتكسف لما الناس بتركز فيها ف بداريها..
اممم...وجهة نظر بردوا...النشاط ده كله عشان راحة النادي مع زمزم..
تعالى اما البسهالك...
نظرت اليه بذهول ثم هتفت بضحك...
عاوز تضيعلى عيني خالص...لا بلاها احسن ...
توقفت مكانها وسكنت ضحكاتها وتحولت الى تمثال من الرخام لا يتاثر بشئ عندما هتف هو...
براحتك..انا اصلا بركبها لزينب علطول ...يلا انا نازل رايح الشغل ...سلام..
والله م انا لبساكي لا دلوقتي ولا بعدين اوف...
واخذت حقيبتها وخرجت من المنزل حتى تاخذ طفلتها من الطابق اسفلها...
بقصر النوساني..نزلت زمزم الى الاسفل حتى تذهب الى موعدها مع ياسر ...بالامس دعاها لتناول الغداء فلم تفعل شيئا سوي ان خرجت من غرفته ركضا على قدر ما اسعفتها قدمها ولم ترد عليه..بقي ساعات
الليل كامله يحاول الحديث معها وبعث اليها برسالات الاسف وعدم التكرار مجددا ...ولكنها كانت تزداد خجلا واحمرارا ...اليوم قررت ترك شعرها حرا بدلا من ربطه ...لا تعلم فقد خالجها شعور احمق خاص بفتيات المراهقة ...تلك الفتيات التى تترك خصلاتها طويلة عندما تحب شخصا ما ...وعندما يتبادلا الكلام الرومانسي تترك شعرها حرا وتتلاعب به...باللعبث..
هزت رأسها حتى تبعد تلك الافكار عن مخيلتها ووقفت تنظر الى هيأتها فى المرأة الموجوده بالبهو الكبير...ترينج ابيض اللون له سويت شيرت من نفس لونه بخطان سوداوين من الجانب وتركت شعرها البرتقالى حرا ...
هعمله ف الجنينة يا حبيبي...بس طبعا صحباتي هيجولي الصبح هنا كام واحدة كده القريبين منى...و..
استرسلت شيما فى الحديث غافلة عن شرود زوجها فى تلك الواقفة بالاسفل وتعبث بخصلاتها ...
ها بقي انت ايه رأيك..
لم تتلقي شيما ردا على سؤالها ونظرت اليه وعندما شاهدت نظره مثبت على بقعة ما نظرت اليها تلقائيا لتشتعل ڠضبا ...سرعان ما سيطرت عليه وهتفت بأعلى صوتها قائلة...
زمزم حببتي...صباح الخير...ايه الشياكة ديه كلها..اكيد معاد الدكتور ياسر النهاردة مش كده..
استطاعت تلك الجبيثة جذب انتباه كليهما بما قالته فقد فاق وقاص من تحديقه بها وتوحشت عيناه بعد ما قالته زوجته اذ انها بهذه الطلة التى اقل ما يقال عنها انها ټخطف الانفاس حتى تذهب الى جلستها فقط...
اما زمزم فقد هوي قلبها بقدميها من فرط ذعرها عندما شاهدت هيئة ابن عمها لكنها هتفت بكل ما تستطيعه من ثبات...
اه فعلا ..النهاردة معاد ياس..دكتور ياسر بس انا رايحة النادي مع اختى وبعدين انا لابسه تريننج عادي..
لم يفته زلة لسانها وهى تنظق اسم ذلك الطبيب مجردا ولكنه بلعها بكيفه ...فى ذلك الوقت جاءت سيلين واصدرت صفيرا عاليا وهى تنظر الى زمزم بإعجاب...
وااااو يا زوزه...مكنتش اعرف انك مزة كده..
ولكزتها فى ذراعها قائلة..
عشان تعرفي بس ذوق بنت عمك..قعدتي تقوليلي الاسود الاسود عشان رجلك...واهو الابيض مش مبين حاجة ومخليكي ملكة جمال اهو..
انتبه وقاص بجميع حواسه الى ما تقوله شقيقته فهي خرجت من المنزل وتبضعت لاول مرة منذ ان دخلت الى هذا المنزل عندما بدأت بالعلاج الطبيعي مع ذلك المدعو ياسر...
هناك سرا فى الامر برمته ولكل فرد من عائلته دورا بها...ابيه تخلي عن الدفاع عن زمزم ..شقيقته كلامها مع زمزم يدل على وجود اسرار بينهما...والدته تكن مشاعر الكره والاحتقار لزمزم حتى قبل ان تصبح زوجته...عليه ان يحل اللغز وبأسرع وقت حتى يعلم ما تفعله زمزم بمساعدة شقيقته...
استجاب الله لدعاءه
 

تم نسخ الرابط