رواية ما بعد الچحيم بقلم زكية محمد

موقع أيام نيوز

كعادته الصباحية يمارس تمارينه الرياضية  
عيناه ممتلئة بلهيب إنتقام يسعى لتحقيقه ولن يهدأ له بال إلا بالٹأر من هؤلاء اللذين حرموه من والده ولم يحرموه فقط بل حرموا زوجة وولديها من حنان ذلك الأب  
وكلما مر يوم وهؤلاء القتلة بعيد عن قبضة يده يزداد حقده وغضبه تجاههم فقد سلبوا منه أعز شخص وعليهم دفع ثمن ذلك غاليا 

بعد فترة طويلة من الركض يدلف إلى الفيلا التى يقطن بها ثم صعد إلى غرفته ثم دلف إلى الحمام يغتسل وبعد مدة خرج وهو يلف منشفة حول جزعه السفلى  
توجه لغرفة الملابس وقام بإخراج ملابسه وقام بإرتدائها ثم وقف امام المرآة وقام بتسريح شعره نثر عطره المفضل وبعد ذلك نزل إلى الأسفل 
وجد الجميع يتناولون الإفطار فألقى عليهم تحية الصباح ثم جلس يتناول حصته من وجبة الإفطار 
أمينة صباح الخير يا حبيبى إقعد إفطر قبل ما تمشى 
مراد حاضر يا ماما 
ثم نظر إلى الطفلة ذو العام الواحد القابعة في أحضان والدتها إبتسم لها بحنان قائلا 
وبيبة حبيبة خالها عاملة إيه النهاردة
تسنيم كويسة يا خالو ربنا يخليك يا حبيبى خفت بعد ما إدناها الحقنة بس ما نامتش طول الليل وهى تصرخ بس الحمد لله دلوقتى زى الفل كلمى خالو يا بيبة 
system codeadautoadsحبيبة بطفولة با بابا بابا 
معتز إيه يا حبيبة بابا تعالى 
حملها معتز وأخذ يداعبها وهى تبتسم له بسعادة 
مراد بقى كدة يا حبيبة ماشى أما أرجعلك 
فريد هتخلص شغل بدرى النهاردة يا مراد علشان تحضر إفتتاح الشركة الجديدة
مراد والله يا عمى مش عارف هخلص امتى بس مش مهم وجودى كفاية حضرتك يا عمى ومعتز كمان 
فريد لا هيفرق وجودك مهم زيك زينا بالظبط 
مراد حاضر يا عمى هحاول أبدل النبطشية مع أى حد من صحابى واجى عن إذنكم مضطر أمشى دلوقتى 
أمينة بتماسك خلى بالك من نفسك يا عمرى لا إله إلا الله 
مراد محمد رسول الله يا أمى سلام 
خرج مراد من الفيلا وصعد إلى سيارته منطلقا إلى عمله 
بالداخل جلست أمينة بحزن ودموع فهى كل يوم عند خروج مراد تضع يدها على قلبها بقلق حتى يعود إليها سالما فهى تخاف من فقدانه كما فقدت زوجها العزيز على يد هؤلاء المجرمين الذين أنعدمت ضمائرهم 
فاطمة وبعدين معاكى يا أمينة كل يوم كدة يا ستى ما هو كويس أهو قصدى إنه ربنا حاميه متقلقيش 
أمينة مش بإيدى يا فاطمة صدقيني مش بإيدى أنا بخاف عليه لا ما يرجعش زى ابوة 
system codeadautoadsزينة مربتة على ظهرها بحنان متقلقيش يا مرات عمى إن شاء الله هيكون كويس مراد قدها وقدود 
أمينة يا رب يا بنتى يا رب 
فريد يلا يا معتز علشان نمشى إحنا كمان 
معتز حاضر يا بابا خدى يا تسنيم بيبة هانم 
تسنيم تعالى يا حبيبة تعالى يا روح ماما خلى بابا يروح الشغل 
معتز مقبلا تسنيم على جبينها قائلا خدوا بالكو من نفسكم 
ثم قبل يد والدته قائلا سلام يا ماما 
سلام يا مرات عمى سلام يا زينة 
الجميع سلام 
بعد رحيل فريد ومعتز
زينة وأنا كمان يا مامى رايحة النادى مع أصحابى 
فاطمة ماشى بس ما تتأخريش 
زينة حاضر يا ماما يلا سلام وبعد أن رحلت 
فاطمة تعالى يا أمينة نقعد برة في الجنينة  
الخضرا هتريح أعصابك 
أمينة ماشى يا فاطمة 
تسنيم وأنا هروح أغير للعفريتة دى أصلها عملتها وغدرت بيا البرنسيس 
فى مكان بعيد تماما في أحد المناطق الشعبية فى أحد الأحياء وبالتحديد في شقة متهالكة وفى أحد الغرف 
على الارضية القاسېة وذلك الفراش المتهالك تستيقظ تلك الجميلة النحيلة ذو الوجه الذابل وتفرك عينيها بطفولية ثم فتحت عينيها فظهر ذلك العشب الأخضر  
ما بعد الچحيم بقلمى زكية محمد 
جلست نصف جلسة وأخذت تتثائب بتعب قائلة اه عينى عليكى يا ورد وعلى شبابك اه يا ضهرى يا أنا منك لله يا مرات خالى منك لله مش كنتي تجيبيلى سرير أنام عليه بدل نومة الأرض اللى تقصف الضهر دى 
ثم مدت يدها تحت الوسادة وسحبت من تحتها مجلة ونظرت للشخص الذي يزين الغلاف بوسامته المعتادة  
أخذت تتأمله بشغف وسعادة وما لبثت أن تنهدت بحزن وهى تضم المجلة الى صدرها قائلة 
إمتى بقى هاتيجى تاخدنى يا سليم من هنا 
أنا مستنياك من زمان أوى بس إنت مش راضى تيجى زى ما بابا قالى زمان الله يرحمه 
ثم إمتلئت عينيها بالدموع وقالت بصوت مخڼوق من البكاء تشكو حالها إليه و كأنه أمامها 
خالى بيضربنى أوى وكمان وكمان مرات خالى تعالى خدنى والنبي 
وضعت المجلة بسرعة تحت الوسادة ومسحت دموعها بسرعة حينما تعالت الطرقات على باب الغرفة فقامت من مكانها وقامت بفتح الباب فدلفت سميحة إبنة خالها التى قالت 
نفسى أعرف بتقفلى على نفسك ليه بالمفتاح يكونش هتتخطفى من وسطينا
ورد بإرتباك ها لا أبدا أصل أصل بخاف من خالى ليضربنى أو مرات خالى  
سميحة بإشفاق يا حبيبتى يا ورد سامحينى مش بإيدى حاجة أعملها والله 
ثم قالت بمرح لتغير الموضع 
وبعدين يا جولييت فيكى وفى سى روميو بتاعك دة  
مش هتبطلى أبدا بحلقة في المجلة فى صورته دى اه لو منيرة عرفت اه 
ورد بفزع لا لا والنبي بلاش دى هتدينى علقة مۏت  
سيبك منها أنا كنت عاوزة أشكرك علشان أدتينى اللاب توب بتاعك دة أسمع عليه دروس الفقه حلوة أوى أوى يا سميحة 
سميحة ولا يهمك يا ستى أى خدمة في أى وقت تحتاجيه قوليلى وأنا هبقى أشغلك الفيديوهات اللى إنتي عاوزاها 
ورد بحزن يا بختك يا سميحة بتروحى الجامعة هى حلوة
سميحة بإشفاق اه يا حبيبتى حلوة  
ثم أضافت بمرح 
بس المذاكرة تخليكى تلعنى اليوم اللى شوفتى فيه الجامعة يلا يا ستى دلوقتى قومى علشان تفطرى 
ورد حاضر يا سميحة 
شهقت پخوف حينما دلفت منيرة إلى الغرفة بوجهها الغاضب صائحة بسخرية 
الله الله والله عال لا مينفعش كدة إستنى أما أروح أجيبلك فطار ودى تيجى 
ثم صاحت پغضب قومى يا روح أمك شوفى وراكى إيه وإعمليه بدل ما أرنك علقة ع الصبح كدة 
ورد حححاضر حاضر يا مرات خالى انا قايمة أهو علطول 
قالت ذلك ثم خرجت بسرعة إلى الخارج تقوم بأداء المهام المنزلية 
سميحة حرام عليكى يا اما ما يصحش كدة دى البت بتبقى زى الفار المبلول يا أما براحة عليها 
منيرة بقولك إيه يا بنت بطنى لمى الدور على الصبح وروحى شوفى مذاكرتك على ما أروح أشوف مقصوفة الرقبة بتهبب إيه  
وقعة أمها سودة لو غلطت في حاجة المرة دى 
ثم تركتها ورحلت فتأففت سميحة بضيق قائلة ربنا يهديكى يا أما وتخفى ع البت شوية 
بالخارج كانت ورد في المطبخ تقوم بغسيل الأطباق فدلفت زوجة خالها تصيح 
إخلصى بلاش لكاعة علشان تمسحى الشقة بعد ما تخلصى المطبخ 
ورد بس انا مسحتها إمبارح حرام عليكى يا مرات خالى 
منيرة حرمت عليكى عشتك بت قليلة الأدب صحيح طيب والله لما ييجى خالك لأقوله 
ورد پخوف لا والنبي خلاص حرمت حاضر همسح الشقة بس بلاش خالى وحياة سميحة عندك 
منيرة طيب يلا إنجرى شوفى اللي وراكى
أنا رايحة لخالتك عواطف ولو جيت وملقتش حاجة إتعملت قولى على نفسك يا رحمن يا رحيم 
ورد حاضر يا مرات خالى بس بس 
منيرة إيه هتبسبسى كتير إخلصى أنا مش فاضيالك 
ورد پخوف وترقب أصل أنا جعانة يا مرات 
خالى 
منيرة أهو عندك الجبنة متلقحة جوة على البوتاجاز 
ورد ماشى يا مرات خالى شكرا 
قالت ذلك ثم خرجت من المطبخ 
ورد جبنة جبنة أحسن من بلاش الحمد لله غيرى مش لاقيها تعالى يا ست جبنة أما أكلك هم النم 
قامت ورد بإحضار الخبز وأخذت تأكل بنهم شديد فهى لم تتناول وجبة العشاء البارحة بسبب عقاپ زوجة خالها 
بعد تناولها للطعام ذهبت لمتابعة عملها 
فى فيلا حامد الداغر وفى جناح عصري يخرج من الحمام مرتديا بورنس الحمام ثم يدلف إلى غرفة الملابس وأنتقى منها ما يرتديه وبعد فترة خرج مرتديا بذلة رمادية ورش عطره ولبس ساعته وألقى نظرة أخيرة على مظهره ثم بعد ذلك نزل للأسفل 
وجد الجميع يتناولون وجبة الإفطار فجلس ببرود يتناول الطعام 
حامد إتصلت بالشركة بتاعة الإعلانات 
اللى هتسوقلى الدعايا بتاعة الإنتخابات
system codeadautoadsسليم ايوة يا بابا ما تقلقش كله تمام 
حامد طيب كويس لانى مش هسمح بغلطة تحصل منافسينى ما هيصدقوا 
مصطفى لا يا بابا متقلقش أنا روحت إمبارح وشرحتلهم كل حاجة وهروح تانى إن شاء الله دلوقتى أظبط معاهم وأتابع الشغل 
حامد كويس 
صفاء نفسى تبطلوا كلام في الشغل لما تكونوا قاعدين معانا 
ندى اه يا ماما والله عندك حق 
مصطفى بسخرية وهنتكلم في إيه إن شاء الله كلام فارغ عن اذنكوا أنا رايح أشوف اللي ورايا 
قال ذلك ثم غادر خارجا وصعد إلى سيارته 
متجها إلى الشركة 
عند ندى إمتلئت عينيها بالدموع جراء كلمات مصطفى فهو دائما لا يراعى مشاعرها أمام الجميع أو حتى بينهم فهى في نظره عبارة عن صفقة أراد والده إكمالها بالزواج منها ومنذ
ما بعد الچحيم بقلمى زكية محمد 
زواجه منها يتعامل معها بآلية شديدة فهو لا يعرف شيء عن المشاعر فيصب جميع إهتمامه على العمل  
هذا ما نشأوا عليه جراء تربية والدهم 
صفاء بإشفاق وبصوت منخفض معلش يا حبيبتى 
ندى وهى تحيد عيناها بعيدا حتى لا تظهر دموعها العالقة فيها 
لا عادى يا ماما ما تخديش في بالك 
system codeadautoadsثم حملت طفلها ذو العامين قائلة هروح أغير لسليم 
صفاء ماشى يا حبيبتى 
أما هى صعدت بسرعة للأعلى لغرفتها وهنا أطلقت السراح لدموعها فهى إتخذت من إبنها حيلة لكى تتوارى منهم ولا تريهم معاناتها 
بالأسفل إنتهى سليم من طعامه هو ووالده 
حامد يلا يا سليم بينا على الشركة 
سليم ماشى يا بابا سلام يا ست الكل 
صفاء سلام يا حبيبى في رعاية الله 
فى مركز الشرطة يدلف مراد إلى الداخل ويتوجه لمكتبه لمتابعة مستجدات القضية 
يدلف صديقه عمر إلى الداخل ويلقى عليه التحية 
عمر إزيك يا صاحبي عامل ايه النهاردة
مراد الحمد لله وأخبار الست والدتك إيه 
عمر لا كويسة الحمد لله تسلم يا شق  
مراد بجدية ها يا عمر الرجالة اللى مكلفينهم بمراقبة المكان وصلوا لحاجة ولا لسة
عمر لا للأسف لسة من وقت آخر مواجهة ليهم مع الشرطة وهما مختفيين عن العين حتى نشاطهم قل مش زى
 

تم نسخ الرابط