رواية قطرات الحب بقلم إلهام رفعت

موقع أيام نيوز

الفصل الأول
قطرات الحب
هتروح يا زين 
أدار رأسه لها ليرى الاستياء يشع من عينيها رغب في الاڼتقام منها بالزواج لكنه يحبها لا يريد أن تشوب حياتهما خلافات جديدة لامس بشړة وجهها الناعمة والرقيقة فكم حلم بلمسها سألها بظلمة
بتحبيني 
لم تكرهه يوما لكنها متخوفة من شعوره هو ناحيتها ردت بتأكيد
باحبك! 

ابتسم بمكر لتنظر له بشغف قاټل تريد أن يرفض الذهاب رسائل مريم المنفعلة كان تستحوذ على جزء منه وتهديداتها الصريحة له كانت تفزعه لم يرد عليها ليستمتع بكل لحظة مع من كانت معه قبل قليل ويرغب في المزيد من حبها الټفت لها قائلا بنظرات متيمة ماكرة جعلت بسمتها تتسع
كنا بنقول أيه قبل التليفون !!
خبط والدتها على كتفها جعلها تخرج من حالة التخيل المسيطرة عليها والتي وسمت توقها للرجوع للآخر انتبهت لمى لوالدتها تقف بجانبها ومن نظراتها نحوها استشفت أنها حضرت من فترة لربما استشفت فيها ما كانت تفكر به اتضح ذلك حين هتفت والدتها باقتطاب
لو بتفكري فيه تبقي غبية نسيتي عمل معاك أيه! 
اعتدلت لمى في جلستها ولم تخفي تذبذبها في العودة إليه قالت
حتى لو رجعتله مضمنش يكون معايا كويس أو أهله يحبوني
علقت والدتها على كلامها بتأنيب قاس
فكرتي فيه وفي أهله وأنا نسيتي إن أنا كمان مش هسمحلك ترجعيله نسيتي مريم أمه كانت بتتكلم معايا إزاي لما بهدلك
نهضت لمى على الفور طالبة السماح منها قالت
أكيد فكرت في حضرتك كل حاجة فكرت فيها جوازي من زين كان غلط من البداية
ابتئست لمى وهي تعلن ذلك ضمتها والدتها لأحضانها وقالت
متزعليش نفسك منه لله هو اللي دمرك كده بدعي عليه ليل ونهار وإنه ميتوفقش في جوازته دي! 
أرادت لمى أن ترجعها عن ذلك فهي ما زالت تكن له الألفة صمتت مجبرة خشية مضايقتها تذكرت السيدة إيمان الشاب الذي جاء برفقتها فأبعدتها قائلة بابتهاج
بس سيف دا جنتل مان قوي يا لمى ربنا عوضك بيه عن اللي اسمه زين ده شاب باين محترم وابن ناس
توترت لمى من حديثها عنه هي لم ترتبط به كما اعتقد البعض فحضور سيف معها سبب لغط كبير عندهم جاءت لتصحح لها لكن متابعة والدتها الكلام أدهشها
زين ھيموت من الغيظ لما يعرف إنك اتجوزتي متعرفيش فرحانة قد أيه بالخبر ده
زاغت لمى بعقلها لمكان آخر بالطبع سينزعج الأخير بذلك لاحت بسمة صغيرة على محياها لتستغل وجود سيف هنا اڼتقاما من الأخير استطردت السيدة بتنبيه
أوعي تقوليله إنك جبتي منه عيل احړقي قلبه زي ما عمل معاك !! 
ركوبه للجواد كان ملفتا بشكل غير طبيعي ناهيك عن حركاته البهلوانية المتمكنة التي يمارسها متحكما في لجم الجواد ليطوعه كما يريد وقفت رسيل حاملة لصغيرها تتابعه وزاد انبهارها من تعود جوادها عليه وابتسمت فهو متعلق بها فقط منذ كان صغيرا وذاك ما جعلها تتعجب في ذات الوقت 
تباطأت حركة أيهم به وهو يقترب منها هتف بانشراح صدر
أيه رأيك!
وجه حديثه ل رسيل التي تراهنت بأنه لن يتمكن من امتطاء الجواد لكنه برع في ذلك قالت
كويس!
رفع حاجبه متعجبا نزل من عليه قائلا باستنكار
بس كده
ثم مرر يده على رقبة الفرس بلطف قالت
الحصان اتعود عليك من وقت ما جبته من البلد لأنه شايفك على طول معايا
ابتسم بمغزى وقال مضيقا نظراته
لا هو متعودش عليا هو حبني علشان فهم إني بأحب صاحبته
خبطته في ذراعه وقد انحرجت رغم سنوات زواجهما فضحك أيهم نظرت لمن حولها وقالت
بطل تقولي كلام حلو قدام حد الحسد وحش
خطڤ نظرة سريعة لمن حولهما كان والده وعمتها وبعض الخدم تجاهل كل ذلك
وقال مقترحا
خلي الواد مع عمتك وتعالي نركب سوا
استحت من ذلك أمام الجميع هتفت برفض
لا مش عاوزة في وقت تاني نكون فيه لوحدنا
احترم قرارها ثم حمل الصغير عنها لف ذراعه حول كتفها ثم سار معها في الحديقة ليأخذا جولة سألته بتردد
زين بيه كان بيقولك أيه لما اتصل بيك! 
رد بلا مبالاة
كان عاوزني أحضر فرح زين ابن أخته بس أنا طبعا رفضت
تفهمت رسيل تلقائيا سبب الرفض قالت متهكمة
بس إحنا بينا شغل ممكن يزعل منك وياخد على خاطره
توقف أيهم عن السير وقال
يعني أزعل عمتي مني وبابا كمان هيضايق لو روحت
أنا باقو 
قاطعها أيهم بنبرة لا تريد النقاش قائلا
رسيل أنا عارف باعمل أيه واللي عاوز يزعل هو الخسران
تيقنت أن النقاش معه سيكون بالطريقة التي ترضيه استشعر أيهم أنها تخبئ شيء ما سألها باهتمام
مالك! 
تنهدت بعمق ثم تأهبت لإخباره قالت
فيه اتنين من أمريكا جايين آخر الإسبوع واحدة ست وجوزها كنت عاوزاك تستضيفهم في الفندق بتاعك وتهتم بيهم! 
عقد جبينه وهو يسألها
مين دول تعرفيهم منين! 
وضحت بشكل عملي
دول اتنين تبع الشركة الأجنبية اللي أنا ومدام نور اتكلمنا معاهم هيجوا على مطار القاهرة فعلشان كده لازم استقبلهم أنا
مط شفتيه وبداخله تردد في قبول ذلك لكنه لم يزعجها برفضه قال
اللي تشوفيه يا رسيل الفندق عندك استقبليهم
ابتسمت بود له ثم دنت لتقبل خده قالت
ربنا ما يحرمني منك 
تكشرت طلعته فجأة وهو يوزع نظراته على أولاده وهم يركضون خلف الطابة سألته بتعجب
بتبص على العيال كده ليه يا أيهم! 
قال باقتضاب
باعدهم يا رسيل دول ناقصين واحد باين
سريعا كانت تعد هي الأخرى الأولاد حين انتهت قالت
لا مظبوطين! 
هتف بانفعال
إزاي أنا عيالي ستة ودول خمسه! 
حملقت به وقد تعجبت من بلاهته هتفت
ما السادس معاك أهو! 
انتبه أيهم للصغير على كتفه فابتسم لها ببلاهة فلوت فمها متهكمة وضح خوفه هذا باستفزاز
مش لا أخاف عليهم دول جايين بعد معاناة !! 
ظلت ملازمة له ولم تتركه لحظة واحدة فقد تخوفت من هروبه أو ذهابه للأخيرة فقد علمت للتو بعودتها من الخارج لذا طلبت مريم تعجيل مراسم الزواج وعقد القران مبكرا ولم تمهله الفرصة للتفكير قط 
فور إعلان المأذون زواجهما تهللت ثم أطلقت زغرودة تعبيرا عن سعادتها نظر لها حسام لائما فتجاهلته فهذا يوم سعادتها الحقيقية تأملت ابنها بمحبة فابتسم زين لها قالت
مبروك يا حبيبي عقبال ما أشيل ولادك قريب
رد بهدوء ظاهري
الله يبارك فيك يا ماما
وجهت مريم حديثها ل سمر زوجة ابنها وقالت
مش هوصيك يا سمر تحطي زين في عنيكي
نظرت سمر ل زين باستحياء وقالت
متقلقيش يا طنط في عنيا! 
مسدت مريم على ظهر ابنها متمنية له السعادة من قلبها قالت والدة سمر بود
خد مراتك يا زين وأرقصوا مع بعض
تماشى زين مع رغبة الجميع لم يرفض أي شيء ليقوم به كالآلة نهض رزينا ثم تأبطت سمر ذراعه فرحة من زواجها بشاب مثله حين وصلا للمسرح باشرا بالرقص على نغمة هادئة 
ترددت سمر في فتح حديث معه خاصة أنه واجم بشكل محير تجرأت وسألته
مبتتكلمش معايا ليه يا زين مش المفروض اتجوزنا! 
سأل بجمود استغربته
عاوزاني اتكلم في أيه 
قالت مستنكرة
اللي المفروض يتقال ولا هتفضل عايش معايا كده ساكت! 
أخفض نظراته للحظات ثم تنفس بهدوء يرتب ماذا سيقول لها عاود النظر لها وسط اندهاشها وقال
سمر لازم تعرفي إن ماما اللي قررت تجوزني يعني أنا مكنتش جاهز ووافقت علشان خاطرها فأديني فرصة اتعرف عليك و 
بتر تكملة كلامه حين ابتسمت باستهزاء بالطبع ساخرة من رده سألها
كلامي مش عاجبك 
تبدلت ملامحها للضيق وقالت
ولا يعجب أي حد الكلام ده تقوله لما نكون مخطوبين مش
وإحنا متجوزين وشوية وهيجمعنا بيت واحد
رد ببرود مستفز
أنا باكلمك بصراحة علشان متستنيش مني حاجة لما نروح
تفهمت تلميحه لها رمشت بعينيها متوترة مزعوجة وقد تقلبت مشاعرها فذاك اليوم ما تحلم به أي فتاة وبدا عليها حزن وعدم رضى تأملها زين بضيق ولم يرد إفساد فرحتها لكنه مجبرا يرفض توهمها لحياة لربما تكسر قلبها قادما فهي تصغره بأعوام وبالطبع ليست على دراية كافية لتتماشى مع طريقة تفكيره ومعرفته بوجود لمى جعله تواق لرؤيتها والفرار من هنا 
مراقبة مريم لهما جعلتها تستشف أن الوضع ليس على ما يرام خاصة زوال فرحة سمر وذبول وجهها فطنت أن ابنها لربما زجرها اغتاظت بشدة وأخذت تتحرك نحوها لمحها حسام فسألها
رايحة فين! 
التفتت له قائلة بعبوس
باين في حاجة حصلت بينهم
ردعها حسام عن التقدم خطوة ناحيتهما هامسا بتوبيخ
هو إنت هتشغلي بالك بيهم خلاص اتجوزوا يعني بقت حياتهم خاصة هما حرين مع بعض
يعني أيه الكلام ده! 
سألت باعتراض فرد بحزم
ملكيش دعوة يا مريم خليك بعيد ابنك مش صغير! 
على مضص توقفت عن التدخل وفهم حالة النفور تلك بينهما ثم أخذت تراقبهما مرة أخرى متماسكة ألا تتدخل !! 
كبح ابتسامته وهي تنفخ طوال الطريق وكان انزعاجها لطيف مضحك خاصة أنها لم تستغني عن طفولتها السابقة وقت تتذمر وجهت نور بصرها نحوه ولم تتحمل الصمت أكثر من ذلك هتفت
مكنش لازم نسيب الحفلة بدري كده زمان مريم زعلانة!
رد عليها بهدوء
مش هتزعل ولا حاجة أنا قولت عندي شغل الصبح بدري وهي تفهمت ده!
ردت بحنق
وتكدب ليه عليها ما كنت قول الحقيقة!
تنهد زين وقال بعقلانية
يا نور خلاص خلصنا مش لازم اتكلم في حاجة مش هتفيد
حدقت بالطريق أمامها ورددت بغيظ
قال الست تعبانة لازم نمشي والأستاذ مكنش على بعضه مكنوش شوية مغص
قالتها بتهكم وهي تنظر ل زين لم يجادلها وتركها تتحدث لربما تفرغ بعض ضيقها معه أردفت
دي أكيد بتكدب عملت القصة دي علشان تمشي عاملة حساب لصاحبتها اللي زين طلقها وكلكم صدقتوها!
لاحظت نور أنها تتحدث مع نفسها امتعضت من لا مبالاته وخاطبته عاتبة
إنت سايبني أكلم نفسي ما تقول حاجة!
قال مبررا موقفه
أنا قولت تخرجي عصبيتك براحتك وبصراحة شايف الموضوع عادي أصلا كنت مخڼوق في الحفلة وكنت عاوز ارتاح 
أشاحت نور بوجهها لتنظر من النافذة المقابلة لها فكل ما تقوله حيال الأخيرة يوضح أنها فقط من تنتقدها واستشاطت من كسبها ود الجميع 
بعد لحظات قليلة ولج زين من بوابة الفيلا وعلى بعد مترات قليلة كان آيان أمامه يصف سيارته تصلبت نظرات نور عليهما كلما تقترب السيارة طفح كيلها وابنها يعاون الأخيرة على الترجل فركت يديها بغل فهي تدرك جيدا أنها تدعي التعب غمغمت من بين شفتيها
سمجة! 
فاقت على صوت زين يخاطبها
يلا يا حبيبتي انزلي! 
ترجلت نور في صمت وهي ما زالت تتابع ابنها وما يفعله فانزعاجها جاء من واقع حبه الكبير للأخيرة في حيال أنها لم تبادله مقدار الحب نفسه وذلك ما يثير حنقها في أغلب الأوقات 
وهي تلج الفيلا رن هاتفها أخرجته نور من حقيبتها الصغيرة ثم تطلعت على الشاشة وابتسمت عفويا فإذا بها ابنتها ماريان على الفور جاوبت قائلة
مساء الخير يا حبيبتي عاملة أيه 
استمعت نور لصوت نحيب بدلا من رد كسا وجهها قلق جم لتسألها في دهشة
ماريان إنت بټعيطي
تم نسخ الرابط