رواية أرملة اخي بقلم فاطمة الألفي
المحتويات
أرملة أخي
المقدمه
قد تلتقي بشخص يبدل حياتك للاجمل وقد تلتقي بأخر يقلبها راسا على عقب
ترا إذا التقيت بذلك الشخص الذي سوف يغير مجرا حياتك للافضل هل سوف تتمسك به
اما تجعله يغدو فى طريقه بدونك
وتظل حائرا لم تقدر على اتخاذ قرار القرب ام البعد !
الفصل الاول
ارمله أخي
كان ممدد علي فراش المشفي الابيض والاجهزه محاطه به من كل جانب عندما أشتد عليه المړض علم بانه بلحظاته الاخيره تخرج انفاسه بصعوبه اشفق علي حاله زوجته عندما راءها تتشبث بيده وتبتسم له لتداري خلف ابتسامتها الۏجع الاكبر وهي تخشي فقدانه
اومت براسها ثم غادرت الغرفه بقلب منفطر واخبرت شقيقه زوجها الذي يصغره بعام برغبه سند
ثم عادت ثانيا داخل الغرفه لتظل جانب زوجها وحبيبها وتحاول ان تخفف الالام التي يشعر بها الان
بعدما اغلق الهاتف مع شقيقه اسرع بقياده سيارته ليشق طريقه الي بلدته لكي يلتقي بشقيقه قبل ان يلفظ انفاسه الاخيره شعر بريبه في حديث رحيم وعلم حينها بان شقيقهم سند لم يتماثل الشفاء هذه المره دق قلبه بالړعب يخشي فراقه عندما توصل الي تلك النطقه وهي فقدان شقيقه ضغط بقوه اعلي المقود ليزيد من سرعه السياره ليصل اليه وهو يدعو الله بان يلتقي به قبل رحيله
عندما اتاها بخبر زواجها من شقيق زوجها الراحل انتفض جسدها وغادرت الغرفه لتبحث عن والده زوجها لتخبرها بحقيقه الامر وانها سوف تترك المنزل فلم يعد لديها شي للمكوث من اجله فقد رحل عنها سندها وزوجها الحبيب ولم يوجد طفل لتجلس من اجله وهي غير مضطره بان تقبل بتلك الزيجه ولا تريد ان يقبل فارس بذلك الوضع فهو من حقه ان يختار بالزوجه المناسبه
تعي يا بتي تعي يا ريحه الغالي اجعدي جاري
جلست جانبها اعلى الفراش وهي تفرك كفيها بتوتر لتمسد الاخيره علي ظهرها بحنو كيفك يا بتي خابره زين اللي رايده تجوليه وخابره ان صعب عليكي تتقبلي حد تاني مكان سند بس دي يابتي وصيه المرحرم وكمان عشان تفصلي وسطينا انتي وسند الازغير والجواز مش هيتم دلوك الحاج يونس سأل الشيخ وقاله ماينفعش يتعقد عليكي غير لم تخلصي عدتك وعدتك مش هتخلص غير لم تقومي بالسلامه
خبطت علي صدرها بخضه كيف يابتي مافيش حمل ايه اللي حوصل
سند كان عايز يطمن حضرتك ماتفضليش قلقانه وتقوليله نفسي اشوف ولادك وعشان كده حب يريح بالك فاضطر يقول ان حامل والحقيقه مافيش حمل من الاساس انا اسفه يا ماما عارفه ان كلامي ممكن يضايق حضرتك بس عشان الاستاذ فارس ماتجبرش علي الجواز مني بسبب الحمل وانا هسيب البيت ارجع بيت بابا الله يرحمه
تعرفي يا قدر لم بشوفك كأني شوفته قدامي وشامه ريحته فيكي ورحمه الغالي انتي كيف قسمت بتي واكتر كمان وفارس مش مجبور ولا حاجه فارس
بينفذ وصيه المرحوم انتي كمان يا بتي لازم ترضي وتمي الجوازه غشان سند يطمن في قپره الوصيه لازمن تتنفذ يا قدر لو بتحبي سند اسمعي الكلام ونفذي اللي طلبه واحنا كلنا اهلك ومش هتفرقينا واصل انتي خابره
همست پألم مش هقدر والله صعب يا ماما
انسابت دموعها بغزاره حاوطتها راجيه بذراعيها وظلت تربت علي ضهرها بحنان وهي تهمس بصوت باكي
اللي راح ولدي وواجع قلبي بس بردك فارس ولدي بردك والله مايتخيرش عن سند خدي وقتك يابتي فكري زين لسه قدامك شهور العده تخلص وبعدين يحلها الحلال
انقضت الايام تليها الشهور الي ان جاء الموعد المنتظر وهو عقد قرآن فارس من أرمله اخيه الراحل
وقف يتطلع لنفسه بالمرآه وهو يتذكر حديث شقيقه
فلاش باك
عندما وصل المشفي وتوجه لغرفه شقيقه بلهفه اقترب منه
فتح عيناه بوهن لينظر لشقيقه بحب فارس اتوحشتك يا خوي
لم يستطع فارس كبت دموعه لتنساب اعلي وجنتيه اتوحشتك قوي يا سند ثم استطرد قائلا
شيد حيلك اموال ماعاوزش اشوف راقد تاني إكيده
مش باينلها جومه يا خوي المره دي اسمع كلامي زين
نظر له باهتمام والقلق ينهش بقلبه ليستمع لكلمات شقيقه المتقطعه
قدر يا فارس مالهاش حد غيري اني كل دنيتها عاوزك تدير بالك عليها ماتهملهاش واصل ياخوي بحملك امانتها من بعدي مالهاش غير اهلي اوعدني يا فارس تخلي بالك منيها وتزوجها من بعدي
جحظت عيناه پصدمه ولم ينطق بشي ليهتف سند برجاء اوعدني يا فارس ماتسبهاش قدر مالهاش غيري وانت من بعدي
هز راسه بالايجاب وهمس بصوت خاڤت اوعدك يا سند اوعدك هنفذ وصيتك
ابتسم له بهدوء ثم اغمض عيناه وظل يردد الشهادتين قبل ان تصعد روحه الي بارئها
باك
فاق من شروده ثم محي تلك الدمعه العالقه باهدابه وهو يردد داخله اطمن يا سند عمري ماهقصر في وصيتك يا حبيبي
فى احدي قرى الصعيد يتم عقد قرآنه من أرمله شقيقه الراحل فقد مر على ۏفاته اربعه أشهر وعشرة ايام وتم عقد القرآن مباشره من أجل العوده الى القاهره ومتابعه عمله ثم يعاود بعد شهرا من الان ليصطحبها الى مسكنه حيث القاهره فبعد ۏفاة شقيقه الاكبر أصر والديه على ان يتزوج من ارملة شقيقه فليس لديها عائله غيرهم كما أنها وصيه شقيقه الراحل قبل أن يغادر الدنيا اوصاه على زوجته التي لم تمتلك من الدنيا عائله سواه
وهذه من عاداتهم التى لم ولن يتخلون عنها مهما مرت العصور وتقدمت الازمان
أنتهى الشيخ من عقد القرآن وهو ينظر لذلك الشاب القابع بجانبه
زواج مبارك يا ولدي
لاحت ابتسامه بسيطه جاهدا فى رسمها وهو ينظر لذلك لشيخ المسن الله يبارك فيك يا شيخنا
اقترب والده يربت على ظهره بشده مبارك فارس يا ولدي
انحني بجذعه ليقبل يد والده ويتحدث بلهجة والده يبارك فيك يا بوي
اقترب شقيقه الاكبر رحيم يعانقه ويربت على ظهره بحنان مبارك يا خوي
تنهد بضيق وهو يهمس لشقيقه الله يبارك فيك يا رحيم
خلاص هتعاود مصر دلوقت
ايوه يا حاج عشان الطريق حضرتك عارف عندى شغل مهم وماينفعش اتاخر اكتر من كده
ومرتك هتفضل لحالها اهنيه
ابتلع ريقه بتوتر عندما وقعت الكلمه على مسامعه كالصاعقه التى يريد ان يهرب منها ولكن ليس بيده فعل شئ فقد وقعت الصاعقه بالفعل
تنهد بضيق وحاول اخفاء الدمعه الهاربه من مقلتيه السوداء تظهر حزنه على شقيقه الراحل الذي تزوج من زوجته الان تحت ضغط متواصل من عائلته فلم يتحمل ان يتزوج من زوجه شقيقه لم يقدر على لمسها و لن يتحمل العيش معها تحت سقف واحد وقد كانت لشقيقه من قبل ولم يحاول النظر إليها مسبقا الان اصبحت زوجته وعليه التقرب منها وهو يبغض ذلك الوضع
اخرج صوته الرخيم هتفضل هنا يا حج لم أجهز شقتي فى القاهره وأخلص القضيه المهمه اللى شغال عليها وهرجع اخدها هى هنا فى الحفظ والصون ولا ايه
ربت على كتفه بحنان طبعا يا ولدي احنا اهنيه اهلها وناسها والبنته نشلوها فوج راسنا دي مجطوعه من سجره ماتشيلش همها واصل ادله انت خلص مصالحك وعاود تلجاها منتظراك يا غالي
طبع قبله اعلى راسه وتوجه الى غرفه
والدته يخبرها بموعد سفره لتنساب دموعها التى لم تجف منذ رحيل ولدها البكري بعد صراعه لعدة سنوات من المړض اللعېن الذي إذا اصاب بجسد صاحبه اهلكه ولم يتركه الى ان تفارق الروح ذلك الجسد
عانقها فارس بقوه وظل يحدثها بصوت هادئ بطلي بكى عاد يا ام سند اكديه بتزعلي سند منيكي يا ست الناس مااقدرش اهملك واسافر وانت اكديه الله يرضى عنيكي بطلي بكى مابتحملش اشوف دموعك
شددت على ظهره بحنو ونظرت له من بين دموعها خلاص يا ضنايا مش عاد فى بكى ربنا يرضي عنيك يا ولدي ويريح بالك كيف ما ريحتني وريحت خوك فى نومته يا حبيبي
التقط كفيها ليطبع قبله على كل منهما وينظر لها بهدوء عكس الصراع الذي يمذقه من الداخل
ايوه يا ست الناس مش محتاج منك غير دعواتك الحلوه دي عشان أسافر وقلبي مطمن عليكي
مش هتخش تشوف مرتك الاول
جف حلقه وحاول ابتلاع لعابه بصعوبه ليستطرد قائلا بعدين يا امي نشوفها كده هتاخر
شهقت راجيه پصدمه وها كيف يا ولدي عاد مايصحوش يا ضنايا ادخل خبرها انك مسافر شغلك بلاش تكسر بجلبها يا جلبي دي مهما كان بنته ولساتها ازغيره راضيها بكلمتين
جحظت عيناه وتنهد بضيق ارضيها بكلمتين ده اللى هو ازاى يا امي حضرتك عارفه أنا قبلت الجوازه دي ليه فعشان خاطر فارس عندك بلاش تغصبي عليه اكتر من كده أنا اصلا لسه مش متقبل ان مرات اخويا بقت مراتي صعب اوي عليه اتقبل الفكره دي فبلاش تزودي الڼار جوايا
شعرت بحزنه فكيف لا تشعر به وهو قطعه من قلبها تعلم بمدا حزنه على شقيقه ولما تقبل أمر تلك الزيجه بعد اصرار من والده والحاح قوي منها وافق بالاخير من اجلهم كما أنها رغبه شقيقه قبل رحيله و وعده والده بانه سوف يتركه يتزوج من أخرى كيفما يشاء ولكن يتم زواجه من أرملة شقيقه أولا قبل فارس بالأمر وظن بانها سوف ترفض ذلك القرار ولكن
تفاجئ بموافقتها على الزواج من أخرى وقتما شاء ولم تعترض على ذلك
هتفت راجيه بحنان خلاص يا ولدي اللى تشوفه بس اوعاك تزعل منينا وربنا امعاك يا حبيبي تسافر وتعاود بالف سلامه يارب دعواتى مرفقاك يا
متابعة القراءة