رواية للقدر حكاية(الفصل الحادي والعشرون إلى الثلاثون) للكاتبة سهام صادق

موقع أيام نيوز

رواية للقدر حكايه بقلم سهام صادق الفصل الحادي والعشرون حتى الفصل الثلاثون
الفصل الواحد والعشرون
تعلقت عيناها به ثم اشاحتهما بعيدا عنه نحو واجهة المطعم.. فمكان مثل هذا بالتأكيد وجوده به متوقع..
تأملها بصمت وهو يعيد حديثها مع شقيقتها داخل مخيلته
رمق ثوبها الطويل داكن اللون وهو يتذكر انه لا يراها الا به وب ثلاث غيره ونفس الحذاء والحقيبة.. تتخلى عن رفهيتها من أجل شقيقتها... يعلم ان والديها منفصلان منذ زمن وكل منهما لديه عائله

تخلي عن صمته عندما عادت تنظر اليه ثانيه متعجبه من وقوفه هكذا
 بتعملي ايه هنا مع ماهر نعمان 
ثبتت عيناها نحو نقطه ما بعيده عن وجهه الرجولي
 انا هنا مع سماح صديقتي في السكن
فأعاد سؤاله بتوضيح اكثر
 وماهر نعمان 
تعجبت من سؤاله فتمتمت بهدوء وهي تطالع فتاتان يغادران المطعم وينظران نحوهم 
 استاذ ماهر معرفه قديمه 
تجمدت ملامحه وقبل ان يسألها عن معرفتها به.. فمن اين عرفته 
 اكيد مش معرفه قديمه معايا.. صديق قديم لسماح 
ارتفع حاجبه مستاء من الكلمه وأخرج يده من جيب سرواله ووقف بشموخ
 روحي يا ياقوت السكن ومتنسيش انتي هنا لي. 
بهتت ملامحها وهي تستنتج مقصد حديثه.. فأردف قائلا بنبرة رجوليه خشنه 
 ماهر نعمان راجل معروف ولسا منفصل عن مراته وجودكم معاه في مكان عام مش هيتفسر غير تفسير واحد.. اتمنى تكوني فهمتي 
وابتسم وهو يجدها مسلطه عيناها نحوه ترمقه پغضب كالقطط
ومال نحوها بخفه فأمتزجت أنفاسها مع رائحة عطره 
 بلاش عقلك يفسر كلامي بالمعنى اللي وصله 
تركها وعاد لضيوفه لتقف تطالع خطواته ثم زفرت أنفاسها بقوة
تحركت خلفه تتبعه نحو طاولتها ولكن طفله صغيره كانت تتجه خلف والدتها الذاهبه للمرحاض تعلقت بساقيها 
فأنحنت نحوها تداعب وجنتيها مبتسمه 
أنتي جميله اوي
وكادت ان تقبلها فألتقطت المرأة ابنتها دون كلمه... 
أعتدلت في وقفتها وألتفت تنظر نحو الفتاه الصغيره 
كانت نظراته مسلطه نحوها..القدر أصبح يضعها أمامه في مواقف عده ليثبت له ان لعبته وقعت على من لا تستحق الاذى ولكن قلبه كان غافي في ظلمته 
اندفعت سماح من فوق مقعدها في اللحظه التي اعتذرت منهم ياقوت وسحبت مقعدها كي تجلس 
 يلا ياقوت 
ألتقطت ذراع ياقوت فجذبت ياقوت حقيبتها وسارت خلفها تسألها وهي لا تعي شئ
 في ايه ياسماح 
كان خروجهم عاصف من المطعم فبعض الأعين ألتفت نحوهم 
 سماح سيبي ايدي في ايه قوليلي 
أستنشقت سماح الهواء بأنفاس هادرة 
 الاستاذ محتاجني اسانده في محنته بعد الانفصال
واردفت بأعين مشتعله من الڠضب 
بس في السر عشان كلام الناس... حقېر 
اقتربت منها سماح تربت على كتفها تهدء روعها
 اهدي ياسماح احنا اصلا غلطانين اننا جينا 
وتسلطت نظرات ياقوت نحو ماهر القادم نحوهم 
 سماح انا مكنتش اقصد انتي فهمتيني غلط... تعالي ياسماح نتفاهم جوه 
رمقته سماح بأحتقار 
 فهمت غلط ولا صح... انت صفحه واتقفلت من حياتي ياماهر خلاص 
وتعلقت به عيناها وهتفت ساخرة 
 هتفضل طول عمرك جبان.. مره رفضتني عشان سيادة الوزير مقبلش بيا ومره تانيه خاېف من الناس 
تعالت أنفاسه بقوة وهو يرى نظراتها المحتقرة له.. يعلم بصدق كل كلمه ولكن رجولته أبت بالاعتراف
 سماح انا مش جبان.. انتي ليه مش عايزه تفهميني ده كان عشان مصلحتك لو مكنتش سيبتك كنتي انتي اللي هتدفعي التمن 
لم تجد سماح الا حقيبة يدها تدفعه بها وتحول اللقاء لعراك بالشارع... وياقوت تقف مصدومه مما ترى 
شهقت پخوف وهي لا تعرف كيف تتصرف.. ماهر يحاول لسماح اليه معتذرا عما مضى.. يهتف انه مازال يحبها ويعشقها ويشتاق لرائحتها وهي تدفعه كالمجنونه غائبه بعالم اخر 
سكن جسدها وهو تجد حمزة يتقدم منهم يجذب ماهر بعيدا ثم نظر إليها بقوة 
 خدي صاحبتك وروحي عربيتي
ألقي لها مفتاح سيارته.. لتجذب هي سماح التي اخذت أنفاسها تتعالا بهياج وعيناها تفيض بالدمع وصدي كلمات والده وهو يأمره امامها ان يطلقها ثم يلقيها خارج الشقه 
الماضي عاد بكل ما خفي في باطنه ومهما رمي العقل والقلب من الذكريات تأتي لحظه وينفجر ما ظنناه انه تواري تحت الثري
مجرد ان ضغطت على المفتاح الالكتروني الذي أعطاه لها علا إنذار السياره.. ففتحت الباب الأمامي واجلست سماح داخلها ثم امسكت يداها تدلكهما 
 سماح انتي معايا.. ايه اللي حصلك بس 
هطلت دموع سماح دون توقف ولسانها بدء يتحرك بصعوبه
 كنت فاكره اني نسيت بس طلعت بكذب علي نفسي 
لم تفهم ياقوت شئ ولكنها تأكدت ان سماح كانت تخفي عنها اشياء أخرى من حياتها
ضمتها ياقوت إليها دامعه 
 سماح اهدي بس
تقدم حمزة منهم بعدما صرف ماهر الذي اڼصدم من هيئه سماح 
 اركبي يا ياقوت العربيه
طالعته وهي لا تعرف كيف تتصرف ثم طالعت سماح فلم تجد الا الانصياع ودلفت في المقعد الخلفي للسياره 
ألتقط حمزة إحدى زجاجات المياه من مكانها المخصص وقدمها لسماح 
 خدي اشربي وحاولي تاخدي نفسك براحه 
تناولت سماح منه زجاجه المياه وياقوت تحرك يدها على ذراعها لعلها تشعرها بالأمان 
 شكرا 
هتفت بها سماح بثقل وقد كان حلقها جافا فروته بالمياه وبدأت تعود من الحاله التي وصلتها من ذلك اللقاء 
تحرك حمزة بسيارته الي ان وقف أمام السكن الذي لم يجهل عنوانه 
نظر لهم وهم يغادرون سيارته.. ألتفت نحوه ياقوت ورمقته بنظرة ممتنه وهي تسند سماح إليها 
اماء
 

تم نسخ الرابط